إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في اختتام الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

          ومما يساعدنا على ذلك كله، وعلى مسئولياته وتبعاته، أن موقفنا واضح كل الوضوح، كل ما فيه مرئي بغير ضباب، مسموع بغير تشويش، ظاهر مفتوح، أمامنا، أمام أمتنا العربية، أمام العالم كله، أمام أصدقائنا وأمام أعدائنا.

          هناك بقاع من أرضنا محتلة وهناك حقوق لنا مغتصبة، ولا يمكن أن يقبل شعبنا أو أن تقبل أمتنا السكوت على هذا الوضع، بل الحياة نفسها تحت وطأته.

          إن تحرير الأرض واسترداد الحق حتمية مقدسة هي جزء من إيماننا الكلي، ابتداء من إيماننا بالكرامة والشرف وارتفاعاً إلى إيماننا بالله ومشيئته.

          إننا لم نستبعد وسيلة من الوسائل في سبيل تحرير الأرض واسترداد الحق، ولكنه ليس هناك صعب لا نخوضه أو تضحية نتردد في قبولها من أجل هدف التحرير والحق.

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر القومي

          إنني أقول لكم ذلك.. وأقول لكم بعده.. محذراً ومكرراً.. إن الطريق أمامنا طويل.. ولسنا بعد قرب نهايته.. وإنما نحن مازلنا في بداية البداية.

          إننا نواجه عدواً لا يحق لنا أن نستهين به.. كما أن صراعنا ضده من أجل أرضنا وحقنا يجري في ظروف لها حسابات معقدة.

          ثم أن طاقات أمتنا العربية لم تتجمع كلها بعد.. وإنما نحن نحاول استجماع هذه الطاقات ونحاول تحريكها.

          يضاف إلى ذلك أن هذا كله يجري في ظروف مليئة بالمؤثرات النفسية.. منها ما تؤكده ظروف أمتنا.. ومنها ما توجهه إلينا القوى المعادية للتحرر العربي والتقدم العربي.. والسلام العربي.

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر القومي

          قد يبدو غريباً في ختام هذه الدورة أن أشير وأشيد بإنجاز علمي تحقق هذا الصباح حين عادت إلى الأرض أول بعثة للإنسان وضعت خطاه فوق سطح القمر.

          وإذا كان هذا الإنجاز العظيم قد تحقق للولايات المتحدة الأمريكية فإننا لا نجد حرجاً في الإشارة إليه والإشادة به.

<3>