إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



( تابع ) رسالة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الفريق أول محمّد فوزي وزير الحربية بمناسبة حريق المسجد الأقصى

          إن العدو لن يتأثر باللوم أو الاستنكار ولن يتزحزح قيد أنملة عن المواقع التي هو فيها لمجرد قولنا بأنه أعجز من مسئولياتها، ولن يتوقف دقيقة لكي يستمع إلى صوت أي جهة تطلب التحقيق أو العدل.

          إننا أمام عدو لم يكتف بتحدي الإنسان، ولكنه تجاوز ذلك غروراً وجنوناً ومد تحديه إلى مقدسات أرادها الله بيوتاً له وبارك من حولها.

          إنني أريد أن يتدبر رجالنا من ضباط وجنود القوات المسلحة مشاعر اليومين الأخيرين وأن يتمثلوا معانيها، وأن يصلوا وجدانهم وضمائرهم بوجدان أمتهم وضميرها وأن يعرفوا إلى أعماق الأعماق أنهم يحملون مسئولية وأمانة لم يحملها جند منذ نزلت رسالات السماء هدياً للأرض ورحمة.

          انهم في معركتهم القادمة ليسوا جند أمتهم فقط ولكنهم جند الله، حماة أديانه، وحماة بيوته، وحماة كتبه المقدسة.

          إن معركتهم القادمة لن تكون معركة التحرير فحسب، ولكنه أصبح ضرورياً أن تكون معركة التطهير أيضاً.

          إن أنظارنا تتطلع الآن إلى المسجد الأقصى في القدس وهو يعاني من قوة الشر والظلام ما يعاني.

          ومهما كان ما نشعر به في هذه اللحظات فإن دعاءنا إلى الله عز وجل مؤمناً وخاشعاً هو أن يمنحنا الصبر والمعرفة والشجاعة والمقدرة لكي نزيح الشر والظلام.

          ولسوف تعود جيوشنا إلى رحاب المسجد الأقصى، ولسوف تعود القدس كما كانت قبل عصر الاستعمار الذي حاول بسط سيطرته عليها منذ قرون حتى أسلمها لهؤلاء اللاعبين بالنار.

          سوف نعود إلى القدس وسوف تعود القدس إلينا. ولسوف نحارب من أجل ذلك ولن نلقي السلاح حتى ينصر الله جنده، ويعلي حقه ويعز بيته ويعود السلام الحقيقي إلى مدينة السلام.

" جمال عبد الناصر "


<2>