إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة

الجمهورية العربية السورية والجمهورية العربية الليبية والجمهورية العراقية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة الكويت.

          إلى جانب تقدير أصيل للظروف النضالية ساد موقف كل من قيادة المقاومة الفلسطينية والقيادة اللبنانية السياسية والعسكرية.

          ولقد كان ما جرى في لبنان في الأسابيع الأخيرة محنة عربية، وأي محنة أشق وأصعب من أن نرى السلاح العربي ينطلق إلى غير هدفه الصحيح، وأن يتساقط على الناحيتين العربيتين شباب كان أولى به أن يكون بين طلائع التقدم ضد العدو.

          لقد وقفت الأمة العربية على حافة هذه المحنة التي كان يمكن لها- ومازال ممكناً لها إذا لم تتوافر النوايا الحسنة- أن تتحول إلى كارثة كبرى، وهي في حال لا يمكن أن تحسد عليه.

          كلهم على جانبين أبناؤها. ورصاصهم بينهم. ودمهم يسيل على أرضهم بغير هدف يحقق لها أو يصد عنها أو يهتف باسمها وهو يسقط مدرجاً بدمه.

  1. إن المقاومة الفلسطينية- وهذا ما يجب أن يعرفه الكل ويلتزم به إيماناً ويقيناً- جاءت لتبقى، وسوف تبقى حتى تعيد تأسيس وطنها الفلسطيني، وحتى تتأكد ممارسة هذا الوطن لدوره ضمن النضال الشامل لأمته العربية.

          ولم يعد في مقدور أحد أن يقمع المقاومة الفلسطينية فضلاً عن أن يحاول تصفيتها.

          ولم يعد في مقدور أحد أن يعيد مشكلة اللاجئين إلى سيرتها الأولى- التي طال الادعاء بها- كمشكلة لاجئين أو كمجرد قضية إنسانية.

القضية بالدرجة الأولى أصبحت قضية شعب له وطن.

والقضية بالدرجة الأولى أصبحت قضية وطن له شعب.

وإذا كنا نفرز الصديق والعدو دولياً على أساس:

          من الذي يساعدنا ويقدم لنا السلاح الذي ندافع به عن أنفسنا، ومن الذي يساعد العدو ويقدم له السلاح الذي يمارس به عدوانه علينا.

<7>