(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة الذكرى التاسعة لقيام الوحدة بين مصر وسوريا

منطقية مع نفسها، في هذه الحالة يصبح كل شئ مفهوم، نفهم لماذا انقلبت الرجعية العربية على وحدة العمل العربي، ذلك لأن أعداءها لأهداف النضال العربي النهائية أقوى دائماً من اضطرارها أحياناً إلى مسايرة أي شكل من أشكال العمل من أجل هذه الأهداف. نستطيع أن نفهم السبب الذي من أجله حرضها الاستعمار، حرض القوى الرجعية بورقيبة وحسين وفيصل وزين لها هذا الانقضاض مستغل مصالحها ومطامعها.. نفهم من هذا أن الاستعمار ينسق العمل في ناحيتين ناحية مع الرجعية وناحية مع إسرائيل، الاستعمار لا يريد الكيان الفلسطيني، لا يريد جبهة تحرير فلسطين، لا يريد جيش تحرير فلسطين، لا يريد قيادة عربية موحدة، لا يريد وحدة عمل من أجل فلسطين، ووحدة العمل من أجل فلسطين ساعد التطور التقدمي للجماهير العربية. الاستعمار لم يكن يمانع في وحدة العمل في تخفيف الضغط من أصدقائه من الرجعية وإعطائها فرصة للتنفس والاستعمار كان يعتقد أن فرصة وحدة العمل تساعد على تكتيل وتخطيط لهجوم جديد. أمريكا وإنجلترا تصوروا أنهم قادرين على أن يوفروا لأنفسهم ومناطق نفوذهم وأصدقائهم حماية كافية عن طريق حرب اقتصادية والحرب النفسية والضغط على الدول الثورية التقدمية.

          بحسبة بسيطة أيضاً نقدر نطلع بنتيجة ونفهم ليه يقوم الاستعمار بتسليح الرجعية العربية. هل أمريكا التي تعطي السلاح للملك حسين تتصور أن هذا السلاح سوف يستعمل ضد إسرائيل، أمريكا اللي خلقت إسرائيل واللي حمت إسرائيل واللي تساعد إسرائيل واللي تساعد اقتصادياً إسرائيل. هل يعقل إنها تدي الملك حسين سلاح علشان يستخدمه ضد إسرائيل؟

          الحقيقة أن هذا مستحيل أمريكا تعطي هذا السلاح للملك حسين ليستعمله في أي مكان آخر غير إسرائيل.

          أمريكا بتبيع سلاح للملك فيصل - هل تتصور أمريكا أن هذا السلاح يباع للملك فيصل لكي يستخدم ضد إسرائيل؟ مستحيل - أمريكا تدي الملك فيصل هذا السلاح ليستخدمه في مكان آخر غير إسرائيل- إحنا في سنة 1955 طلبنا إن إحنا نشتري من أمريكا شوية دبابات وشوية صواريخ والدفع فوري- كاش- لا بتقسيط ولا بحاجة- وفي سنة 1955 كان الجو باستمرار متأزم على الحدود ولكن رفضوا- إحنا قبل ما نطلب الأسلحة من الاتحاد السوفييتي سنة 1955 طلبنا من الأمريكان واترجيناهم وعملنا كل الوسائل إن هم يبيعوا لنا طيارات ودبابات- ولكن رفضوا رفض بات إن هم يبيعوا لنا طيارة ولا دبابة، ليه- لأن أمريكا لا يمكن إنها تدي أي سلاح يستخدم ضد إسرائيل- بعد كده سنة 1955 أما يئسنا من الأمريكان طلبنا أسلحة من الاتحاد السوفييتي وتمت صفقة الأسلحة التشيكية في سبتمبر سنة 1955، أمريكا موقفها معروف في قضية فلسطين أمريكا ما بتخفيش موقفها- أمريكا كل يوم تعلن موقفها- ناقص يقولوا إن أمريكا هي إسرائيل- ناقص يعلنوا هذا الإعلان- في الأسبوع الماضي فقط وقف وزير خارجية أمريكا يقول أن أمريكا تؤيد أمن إسرائيل وتعتبر نفسها مسئولة عنه- وهذا الكلام اتقال في رد من وزير خارجية أمريكا على أحد السناتور الأمريكان اللي

<13>