(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة الذكرى التاسعة لقيام الوحدة بين مصر وسوريا

          وبعدين بيطلع الملك حسين وينضم إلى فيصل في هذا الطريق.

          مين اللي ضرب وحدة العمل؟ اللي ضرب وحدة العمل هو اللي ضرب مؤتمرات القمة ولم نقبل أن تكون مؤتمرات القمة ستار لأعوان الاستعمار في المنطقة، ولم نقبل أن تكون مؤتمرات القمة مانع لينا إن إحنا نعبر عن رأينا، ثم بيشتغلوا بالدسائس وهم بيشتغلوا بالأموال، إحنا دعامتنا الأساسية كلامنا إن إحنا نقف نتكلم وإذاعتنا تتكلم وصحافتنا تتكلم، مش دعامتنا الأموال ولا دعامتنا التآمر.

          وأنا السنة اللي فاتت وقفت واتكلمت في السويس قبل ما نعلن خروجنا من مؤتمرات القمة، وطلب تأجيل مؤتمرات القمة.

          تكلمت في السويس على الحلف الإسلامي وبعد كده اتكلمت في دمنهور عن الحلف الإسلامي وعلى محاولات الرجعية في المنطقة.

          ومهاجمتش أمريكا لا هنا ولا هناك. لكن الأمريكان زعلوا جداً، ليه زعلوا؟ ازاي نهاجم الملك فيصل وإزاي نهاجم الملك حسين، وإزاي نهاجم إسرائيل. مطلوب مننا إن إحنا نحل هذه المواضيع بالدبلوماسية الهادئة وما فيش داعي إن إحنا نعلنها.

طيب يا جماعة، ما الجماعة دول هم بيهاجمونا، بيهاجمونا في كل جرايدهم وبيهاجمونا في إذاعتهم.

          اشمعنى هذا الهجوم مانتش زعلانين منه إذا حنا هاجمناهم يزعلوا وإذا هم هاجمونا تنبسطوا. معنى ده إيه؟ معناه انهم عايزين يسكتونا.

          وطبعاً إحنا رفضنا إن إحنا نسكت، وهددوا.

          طبعاً رفضنا أيضاً هذا التهديد وسرنا في طريقنا.. وقطعت أمريكا كل المعونات اللي كنا بنأخذها واللي كانت أساساً هي توريد قمح بما قيمته 60 مليون جنيه. وأنا قلت لكم بعد كده إن إحنا مش ممكن نقبل الضغط الاقتصادي ولا التهديد لأن إحنا بهذا ندافع عن الثورة العربية، النضال العربي.. السيادة العربية، القومية العربية. وإذا سكتنا علشان أمريكا بتدينا قمح بـ60 مليون جنيه وتركنا أعوان الاستعمار في السعودية والأردن وتونس يتكلموا، وإحنا خوفنا نتكلم لحسن الأمريكان يقطعوا عنا معونة القمح اللي بـ60 مليون جنيه.. معنى هذا أن الأمريكان حيمسكونا من رقبتنا.. وإذا مسكونا من رقبتنا مش حيسيبونا أبداً لغاية ما نخضع لهم خضوع كامل.. وأنا بأقول لكم إحنا دولة مستقلة 100%.. وإحنا بنضحي بـ60 مليون جنيه. أنا عارف إن إحنا حنتعب لأن فجأة لما تضيع مننا 60 مليون جنيه في السنة لازم نتعب شوية، خصوصاً إذا كنا بنوسع في خطة التنمية أكثر من قدرتنا.. ولكن كنت متأكد أن كل واحد من هذا الشعب لو خير بين أنه يخضع للأمريكان أو ما نخدش المعونة كان حيقول إن إحنا ما نخدش المعونة.

<7>