إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

أراضينا تحت اسم الحلول السلمية، وقلنا له هل نقبل أن نتنازل عن جزء من أراضينا، فقال الاتحاد السوفيتي، قال قادة الاتحاد السوفيتي إن مبادئهم لم تحتم عليهم ألا يقبلوا بأي حال من الأحوال التنازل عن أي شبر من أرض أية دولة من الدول.

أيها الأخوة

          إننا لم نقف في المعركة بغير أصدقاء، لقد وقفت معنا مجموعة الدول الاشتراكية وساعدتنا في المجالات الاقتصادية، وأيضاً في المجالات العسكرية، وكانت لنا عوناً أيضاً مجموعة دول عدم الانحياز، ووقفت معنا مجموعة الدول الإسلامية، وقفت معنا مجموعة الدول الأفريقية، ووقفت معنا أيضاً قطاعات كبيرة من الرأي العام الحر في الدول الاستعمارية. والآن وقفت معنا فرنسا وسارت على طريق الحق، ووقفت معنا فرنسا وقررت سياستها ألا تساند المعتدي، ولم تسر أبداً على طريقة الولايات المتحدة الأمريكية التي ساندت المعتدي وأمدته بالسلاح وأمدته بالمال وأمدته بالجنود، وساندته سياسياً. رفضت فرنسا هذا وطالبت بالجلاء الكامل من كل الأراضي العربية. وإننا بهذا نعتبر فرنسا في موقف الأصدقاء.

أيها الأخوة

          إننا اليوم ونحن نقف في أول يوم من أيام عام 1970 بعد هذه الأيام الطويلة، بعد هذه الأشهر العصيبة التي مرت علينا. لقد تعرضنا لغارات مستمرة للطائرات على السويس وعلى الإسماعيلية، لقد هجرنا من منطقة القنال ما يقرب من نصف مليون مواطن. لقد هدم العدو أكثر المنازل في السويس والإسماعيلية، لم يؤثر هذا فينا أبداً، ولم نفقد ثقتنا في أنفسنا أبداً، ولم نمل إلى اليأس أبداً. ولكنا زدنا تصميما.

أيها الأخوة

          الآن نشعر بثقة أكبر لأن أهداف إسرائيل لم تتحقق وأهداف أمريكا لم تتحقق. أنا الآن أكثر ثقة في النصر، لأن الشعب صمم على القتال لأنه استيقظ من آثار الهزيمة ورأى المؤامرة كلها ووراءها الولايات المتحدة الأمريكية، وصمم على أن يهزم هذه المؤامرة. ليس الشعب العربي في مصر فقط، ولكن الشعب العربي في كل أنحاء الأمة العربية.

أيها الأخوة

          إنني سعيد بهذا إلقاء معكم، جئت إليكم مرة أخرى على طريق النيل العظيم الذي جمع الشعبين وربط بينهما، صنع قوة الدم والتاريخ والحضارة والكفاح المشترك والمصدر الواحد، النيل ربط ويربط بيننا منذ الأزل وإلى الأبد. أخوة الجيشين مع قوة الشعبين.

<15>