إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في الخرطوم يوم عيد استقلال السودان

أيها الأخوة.. أيها الأشقاء

         كل ذلك كان تأكيداً لحيوية الأمة العربية. كل ذلك كان تأكيداً لقدرة الأمة العربية على مواجهة أي صدمة عارضة يقابلها، ولم تكن الأحداث المحزنة المؤسفة التي حدثت في يونيه 67، إلا صدمة عاصفة ألمت بنا، ولكنا تأثرنا بالصدمة ولم نفقد أملنا في المستقبل.

أيها الأخوة المواطنون

         كان ذلك يمثل إيمان الأمة العربية بالمستقبل.

أيها الأخوة وأيها الأشقاء

         كان ذلك يمثل إرادة الأمة العربية بحقها في فرض إرادتها. كان ذلك رفضاً للهزيمة وتصميماً على أن نناضل ونسير في طريقنا.

أيها الأخوة

         إن حيويتكم، حيوية الأمة العربية، حيوية الشعب السوداني على مر السنين كانت دائماً هدف الاستعمار دائماً، فقد تكلم الأخ نميري اليوم وقال لكم كيف كانت حيوية الشعب هنا في السودان وحيوية الشعب في مصر مرتبطة دائماً، وكيف كانت المعركة ضد الاستعمار في الشمال تسير مع المعركة ضد الاستعمار في الجنوب. وكيف كان الانتصار في الشمال يتلوه دائماً انتصار في الجنوب.

         لقد كان الاستعمار يريد دائماً أن يؤثر على حيويتكم هنا قي السودان ويؤثر على حيوية أخواتكم هناك في مصر ويؤثر على حيوية الأمة العربية كلها.

         كان هذا هو هدف الاستعمار. هل أثر الاستعمار على حيويتكم هنا في السودان؟ أبداً، إنكم اليوم تحتفلون بعيد الاستقلال، بعيد النصر على الاستعمار وعلى مؤامرات الاستعمار. هل أثر الاستعمار على حيوية الأمة العربية في كل مكان؟ هل أثر الاستعمار على حيوية الأم العربية في أي مكان؟ هل أثر على حيوية اخوتكم في مصر؟ أبداً. إن مصر استطاعت أن تتخلص من الاستعمار وتقابل مؤامرات الاستعمار طوال هذه السنين منذ عام 1952 حتى الآن وكانت مؤامرة 1967 حلقة في سلسلة متصلة من مؤامرات الاستعمار ضد الأمة العربية وضد حيوية الأمة العربية، ضد تصميمها، ضد إرادتها، ضد عزيمتها على أن تبني بلدها وأن تقيم فوق أرضها ما تريد. ضد كل عوامل التحدي، ضد كل عوامل التصميم.

         كان الاستعمار يريد إشاعة اليأس في نفوسنا، كان الاستعمار يريد أن يفرض علينا الاستسلام. وكنت أقول في نفسي في هذه الأيام، في يونيه سنة 1967 هل ستستطيع الأمة العربية أن تقاوم هذه الحملة

<3>