إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح مؤتمر البرلمانيين الدولي

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في افتتاح مؤتمر البرلمانيين الدولي

القاهرة، 2 فبراير 1970  
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 3 فبراير 1970

أيها الأصدقاء

          أنني لم أجد نداء أتوجه به إليكم أدق ولا أشمل من نداء الصداقة ذلك أن الصديق الحق ليس هو الذي يزور صديقه أو يلازمه ويؤيده ظالماً كان أو مظلوماً وإنما الصديق الحق هو الذي يعيش مع صديقه في فكره وشواغله، يبحث معه ويناقشه، يخلص القول ويخلصه النصيحة، مصداقاً لقول النبي محمد صديقك من صدَقَك لا من صدَّقَكَ وحين أتيحت لي الفرصة أيها الأصدقاء لمطالعة جدول أعمال مؤتمركم الذي تبدؤنه اليوم فإنني أحسست معني الصداقة في التطبيق العملي أنكم لم تجيئوا هنا لمجرد زيارة ولا جئتم لمجرد التأييد لنا، ولكنكم جئتم لتضعوا أمامكم محور فكرنا وشواغلنا ولتبحثوه وتناقشوه بينكم ومعكم، ثم ليكون ما تقولوه لنا بعد ذلك هو صدق الصديق وإخلاصه أسمعه منكم بالثقة كلها ويسمعه العالم بأسره معنا ونتمنى أن يكون بالفهم سمعه قبل أي شئ آخر ونحن وأقولها لكم بمنتهى التجرد والموضوعية، لا نريد من الصديق غير الصدق، ونحن أيضاً وفي نفس الوقت لا نريد من العالم الذي نعيش فيه غير الحق. إن جدول أعمال مؤتمركم ضم في سياقه كل القضايا التي يناضل من أجلها شعبنا العربي في مصر وشعوب الأمة العربية كلها من المحيط إلى الخليج فهذه هي القضايا التي نعيش لها جميعاً ونموت من أجلها إذاً اقتضى الأمر ليس هناك بند فيها نستغني عنه وليس هناك بند غيرها نريد أضافته إليها هذه النقط بالضبط في جدول أعمالكم هي نضالنا بأكمله وفي نفس الوقت فأنه ليس هناك محفل أكثر جدارة لبحث هذه القضايا الحيوية بالنسبة لنا ولبحثها بروح الصديق ومسئولياته من هذا المحفل الذي يضمكم فأنكم جميعاً صفوة من المشتغلين بالقضايا العامة في أوطانكم وأنتم موضع ثقة جماهيركم التي أعطتكم شرف النيابة عنها في برلماناتكم بالتالي أيها الأصدقاء فأنكم في عملكم خلال هذا المحفل الممتاز الذي يضمكم تستطيعون تحقيق الغايتين صدق الصديق وهو ما نطلبه أكثر من غيرة وفهم العالم الذي نعيش فيه وأنتم قادرون على حمل رسالة الفهم إلى جميع أطراف الدنيا.

أيها الأصدقاء

          إن الأمة العربية تواجه أزمة لا نظن أن أمة غيرها تواجهها في العصر الحديث.

<1>