إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

أيها الأخوة

         لقد كتب خطاباً إلى الرئيس بريجنيف قبل أيام وعبرت فيه عن شكرنا جميعاً، شكر الشعب المصري، وتلقيت من بريجنيف رسالة أخوة وصداقة وتصميم.

أيها الأخوة

         إننا لا نقول أن شعبنا وحده هو الذي يقدر بالوفاء موقف الاتحاد السوفيتي، ولكننا نشعر أن الأمة العربية كلها تقدر هذا الموقف. نثق أن كل الشعوب المكافحة من أجل الحرية تقدر هذا الموقف، تقدر حجمه وتقدر قدرته، تقدر نزاهته وتقدر أمانته، تقدره في مجاله السياسي والعسكري والاقتصادي، وتقدره إلى جانب ذلك صحبة لها قيمتها في طريق محفوف بالأخطار. نقدره كجهد من أجل السلام. ذلك إن الاتحاد السوفيتي لا يساعدنا لكي نعتدي أو لكي نتوسع، وإنما يساعدنا لكي نحرر أراضينا ولكي نصون استقلالنا. ومع ذلك فإن الحملة الإسرائيلية- أيها الأخوة- ضد الاتحاد السوفيتي تزداد ضراوة وعنفاً.

         ليه بتزداد؟ ما هو الهدف؟ الهدف تبرير انتقال المبادرة إلى الجيش المصري. الهدف تبرير الخسائر الإسرائيلية أمام الإسرائيليين. الهدف فتح الطريق أمام تصعيد جديد في المساعدات الأمريكية لإسرائيل، وهو ما يبدو أنه يحدث الآن فعلاً. ضجة مفتعلة وقصد مقصود وحجج زائفة لا تنطلي على أحد من كل الأحرار في العالم.

         تقول، نتعجب لما تقوله رئيسة وزراء إسرائيل. تقول رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير انهم يريدون أسلحة أمريكية جديدة للدفاع عن النفس. هل إسرائيل بتدافع عن النفس، انهم لا يطلبون للدفاع عن النفس ولكن يطلبون للعدوان، يطلبون لتثبيت العدوان، لتثبيت احتلال الأراضي العربية، لتتمكن من مواصلة القتال والإرهاب، لتتمكن من تغيير طبيعة الأرض العربية.

         ومن عجب أيضاً- أيها الأخوة- أن يقول وزير خارجية إسرائيل أن المساعدة السوفيتية لمصر هي وجود استعماري، وهو قلق على مصر. وزير خارجية إسرائيل قلق على مصر. هل هذا صحيح؟ هل مساعدتنا في تحرير أرضنا هو الوجود الاستعماري؟ أم أن الوجود الاستعماري هو قوات الاحتلال الإسرائيلية على أرضنا. هل مساعدتنا في مواجهة الإرهاب الموجه إلى الشعوب العربية هو الوجود الاستعماري أم أن الإرهاب والقتل وتغيير طبيعة الأرض العربية هو الوجود الاستعماري.

         إننا- أيها الأخوة- نقول إنه لولا المساعدة السوفيتية لنا بعد ما حدث في يونيه 1967، لكان الاستعمار تحكم فينا، لكانت كل أهدافنا تحت اقدام الغزاة، لكان القتل هو شريعة الذين يريدون التحكم في مصائر الأمة العربية وفي أقدارها.

<20>