إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

          أقول إننا برغم كل ما حدث لم نغلق الباب نهائياً مع الولايات المتحدة الأمريكية برغم الإساءات الكثيرة التي وجهت إلينا، برغم القنابل والنابالم والفانتوم.

          قبل أسابيع قليلة قابلت سيسيكو مساعد وزير الخارجية الأمريكية وقابلته من منطق إننا نريد أن تكون وجهة نظرنا معروفة بوضوح لدى الولايات المتحدة الأمريكية.

          إنني أتوجه إلى الرئيس نيكسون واقول له، إن الولايات المتحدة الأمريكية على وشك أن تقوم بخطوة بالغة الخطورة ضد الأمة العربية.

          إن الولايات المتحدة الأمريكية بخطوة أخرى على طريق تأكيد التفوق العسكري لصالح إسرائيل سوف تفرض على الأمة العربية موقفاً لا رجعة فيه. موقف يتعين علينا أن نستنتج منه ما هو ضروري وذلك سوف يؤثر على كل علاقات الولايات المتحدة الأمريكية بالأمة العربية، لعشرات السنين وربما مئات السنين إنني أقول له، وهو يعرف إنني أعني ما أقول. أن الأمة العربية لن تستسلم ولن تفرط، وهي تريد سلاماً حقيقياً ولكنها تؤمن أن السلام لا يقوم على غير العدل. أريد أن أقول إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تريد السلام فعليها أن تأمر إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.

          إن ذلك في طاقة الولايات المتحدة التي تأتمر إسرائيل بأمرها، لأنها تعيش على حسابها، وأي شئ غير ذلك لا يجوز علينا ولن يجوز علينا.

          هذا حل. والحل الثاني إذا لم يكن في طاقة أمريكا أن تأمر إسرائيل، فنحن على استعداد لتصديقها إذا قالت ذلك، مهما كانت آراؤنا فيه، ولكننا في هذه الحالة نطلب طلباً واحداً هو بالتأكيد في طاقة أمريكا. ذلك الطلب أن تكف عن أي دعم جديد لإسرائيل، طالما هي تحتل أراضينا العربية. أي دعم سياسي أو دعم عسكري أو دعم اقتصادي. إذا لم يتحقق الحل الأول وإذا لم يتحقق الحل الثاني، فإن على العرب أن يخرجوا بحقيقة لا يمكن المكابرة فيها بعد الآن، وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد لإسرائيل أن تواصل احتلال أراضينا، حتى تتمكن من فرض شروطها علينا بالاستسلام.

          إن ذلك، وأنا لا أزال أتوجه بالحديث إلى الرئيس نيكسون في محاولة أخيرة، إن ذلك لن يحدث، إن كل المؤامرات التي تجري الآن ضد الأمة العربية وضد جبهة التحرر والتقدم فيها لن تنجح.

          إن شعوب الأمة العربية قد استيقظت وما من سبيل لإعادتها إلى قيودها أو إعادة القيود إليها.

          إن قوى التقدم لابد أن تنتصر ولن يرهبها شيء.

          إنكم مطالبون باستعياب دروس الثورة الليبية ودرس الثورة السودانية.

<22>