إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

         إنني أقول للرئيس نيكسون إن هناك لحظة فاصلة قادمة في العلاقات العربية الأمريكية. أما أن نكرس القطيعة إلى الأبد، وإما أن تكون بداية أخرى جادة ومحددة.

         إن التطورات القادمة لن تمس العلاقات العربية الأمريكية وحدها، وإنما سوف تكون لها تأثيرات خطيرة أوسع من ذلك وأبعد، إننا طلبنا وسوف نطلب كل معونة من أصدقائنا، من أصدقاء التقدم والسلام والحرية، ذلك لأن معركتنا هي معركة التقدم والسلام والحرية.

         إن تصميمنا على تحرير أرضينا هو الحق الشرعي الأول لاي أمة تعرف لكرامتها قيمة.

         إنني أتوجه بهذا كله إلى نيكسون لأن اللحظة دقيقة ولأن العواقب بالغة الخطورة.

         ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين بلدينا، فإنه لا شيء يمنعنا من توجيه نداء آخر وأخير من أجل السلام في الشرق الأوسط.

         إننا نريد من الرئيس نيكسون أن يتوجه بسؤالين اثنين إلى إسرائيل، وإن الإجابة عليهما، إذا تلقى إجابة عليهما، سوف تضع تحت تصرفه الحقيقة كلها. نريد أن يسألهم:

أولاً: هل هم مستعدون للانسحاب من جميع الأرضي العربية وفق قرار مجلس الأمن ووفق مبادئ الأمم المتحدة؟

ثانياً: هل هم يعرفون أن هناك شعب خلق حراً وسيداً هو شعب فلسطين، وأن هذا الشعب له حقوق، اشار إليها قرار مجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة ومبادئ ميثاقها وأية مبادئ آمن بها البشر وكافحوا من أجلها.

         إن إجابتهم واضحة منذ البداية أمامنا، انهم ليسوا على استعداد للانسحاب، بل ليسوا على استعداد لذكر كلمة الانسحاب، ولو حتى بمجرد الاستهلاك، أمام الرأي العام العالمي. هذا ما قالته رئيسة وزراء إسرائيل منذ عدة أيام، لأنهم يقصدون إلى التوسع، انهم ضد حقوق الشعب فلسطين، بل هم ينكرون أصلاً أن هناك شعب فلسطين.

         إن على الرئيس نيكسون أن يطل بنظرة على ما يجري في إسرائيل نفسها لكي يرى الصورة على حقيقتها.

         إن هناك أصواتاً كثيرة حتى في إسرائيل نفسها بدأت تحذر ضد الطريق الوعر والخطر الذي تنزلق فيه الجماعة العسكرية الحاكمة في إسرائيل والتي تريد ان تجر إليه معها الشرق الأوسط كله، وربما ماهو أكبر من الشرق الأوسط.

<23>