إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

         هذا هو منطق العدو، وهذا هو أسلوب العدو. وفعلاً وحقاً لم تكن إسرائيل لتستطيع أن تفعل أي شئ من هذه الأشياء، وما كانتش تقدر تعمل أي عمل إلا بالمساعدة الوثيقة والمساعدة الغير مشروطة من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن حكام الولايات المتحدة الأمريكية.

         في سنة 49 وبعد اتفاقية الهدنة ماذا حدث؟ كانت هناك لجنة من الأمم المتحدة تسمى لجنة المصالحة تتكون من أمريكا وتركيا وفرنسا كأعضاء، وكانت هذه اللجنة موكول إليها تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي صدرت في سنة 47 و 48 و 49 . لكن هذه اللجنة اجتمعت مرة واحدة في لوزان وحضرت إسرائيل وحضر العرب. ولكن إسرائيل رفضت أمام هذه اللجنة أن تنفذ أي قرار من قرارات الأمم المتحدة، واستطاعت إسرائيل أن تنفذ كلمتها لأنها انسحبت من الاجتماعات. ومنذ هذا اليوم هذه اللجنة التي سميت لجنة التوفيق لم تجتمع أبداً. ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل العضو الأساسي في هذه اللجنة تريد لحقوق شعب فلسطين التي نصت علهيا قرارات الأمم المتحدة أن تنفذ، لكانت هذه اللجنة قد اجتمعت مرات ومرات طوال العشرين عاماً الماضية.

         ولكن أمريكا لم تكن تريد لحقوق شعب فلسطين أن تتحقق، ولكنها كانت تريد دائماً لإسرائيل أن تثبت وجودها وأن تتوسع على حساب الأمة العربية وعلى حساب شعب فلسطين. وعلى هذا لم تجتمع هذه اللجنة أبداً ولكنها موجودة فقط في سجلات الأمم المتحدة.

         وعلينا أن نتذكر أيضاً ونحن نتكلم عن منطق العدو، عن أسلوب العدو وعن القوى التي تساند هذا العدو الذي يجب أن يحاربنا ويحتل جزءاً من أراضينا، يجب أن نتذكر كيف استطاعت إسرائيل أن تستولي على المناطق المنزوعة السلاح التي تقرر أن تكون منزوعة السلاح في اتفاقيات الهدنة في سنة 1949، وافقت إسرائيل ووافقت الدول العربية على بعض مناطق منزوعة السلاح إلى سنة 49، وكانت هذه الاتفاقية بموافقة وبوجود الأمم المتحدة، ولكن بعد 49 وحتى سنة 1955 استمرت إسرائيل تحتل في هذه المناطق وتحولها من مناطق منزوعة السلاح إلى مناطق فيها قوات عسكرية من أجل تهديد الدول العربية المحيطة بإسرائيل.

         وإذا انتقلنا بعد هذا إلى سنة 1956 تقول إسرائيل ويقول قادة إسرائيل إننا قمنا باستفزازهم سنة 67 حينما أغلقنا خليج العقبة، فلنترك مؤقتاً سنة 1967 ولنقف قليلاً عند سنة 1956.

         قبل سنة 1956 وبعد قيام الثورة، كنا قد جمعنا اعتمادات القوات المسلحة وكان همنا بعد قيام الثورة أن نبني بلدنا وأن نحول بلدنا من بلد متأخر أو بلد متخلف إلى دولة متقدمة في الصناعة وفي الزراعة. كنا نريد أن نكرس كل شيء من أجل البناء. كنا نريد أن نوجد عمل لكل فرد من أبناء هذا الوطن. وعلى هذا الأساس سرنا نعمل لنصفي الاستعمار البريطاني ولنبني الوطن الحر العزيز الكريم الذي نريد.

<5>