إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، حول بعض حقائق الوضع الراهن في الشرق العربي

بين 80 طيارة و200 طيارة في اليوم الواحد. ولكننا مع هذا لن نستسلم أبداً ولن نقبل أبداً أن تفرض علينا شروط إسرائيل أو أن تفرض علينا شروط أمريكا. لقد قلت لاخوتكم، لقد صمم اخوتكم في مصر على القتال، وصمم اخوتكم في مصر على الصمود، وخرجنا في سنة 1967 وقد دمرت قواتنا المسلحة. واستطعنا بمساعدة من الاتحاد السوفيتي أن نعيد بناء قواتنا المسلحة. وأنا أقول لكم إن الاتحاد السوفيتي حينما ساعدنا في بناء قواتنا المسلحة لم يساعدنا بناء على شرط من الشروط أو طلب من الطلبات. كانت مساعداته غير مشروطة. كنا نحن الذين نطلب وكنا نحن الذين نشترط، وكنا نحن الذين نناديهم بأن يعطونا أحدث الأسلحة، وأعطونا فعلاً أحدث ما عندهم من الأسلحة. سرنا في هذا ونحن نشعر بحريتنا، ونشعر، بكرامتنا ونشعر بعزتنا، ونشعر بقوميتنا. وفي نفس الوقت نشعر بالشكر للاتحاد السوفيتي الذي لم يتركنا وحدنا تحت رحمة إسرائيل وتحت رحمة الولايات المتحدة الأمريكية.

          وكلنا نعلم في شهر يناير الماضي كانت إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بغارات في العمق في بلدنا، فكانت تقوم كل أسبوع بغارة على القاهرة، فكانت تصل بطائرة واحدة، والطائرة الواحدة التي تطير طيراناً واطي لا يمكن لأحد أن يكشفها، وترمي القنابل وتهرب. ولكننا طلبنا من الاتحاد السوفيتي أن يمدنا بأحدث الأسلحة حتى نتصدى لهذه المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية التي تستهدف الشعب المصري والتي تستهدف قتل الأطفال وقتل العمال وقتل الفلاحين وقتل الجنود وقتل المدنيين، فاتجهنا للاتحاد السوفيتي وأعطانا أحدث الأسلحة.

          ومنذ هذه الأيام لم تجرؤ إسرائيل أن تأتي مرة أخرى في العمق، ولكنها اقتصرت في غاراتها على منطقة القنال، وقالوا -أيها الأخوة- انهم يركزون غاراتهم على منطقة القنال حتى لا يمكنوا الجيش المصري من أن يعبئ قواته وأن يحشد جهوده عبر القنال، ويهجم، ولأنهم يعلموا أن الجيش المصري استكمل تدريباته للعبور، فإذا وجد الفرصة حتى يحصل على تعادل جوي، فلن تمنعه قوة في الدنيا من العبور. ونادت أمريكا ونادت صحافة أمريكا ونادى قادة أمريكا بأن لابد من حفظ التوازن الحالي في الشرق الأوسط، لابد من الاحتفاظ بتفوق إسرائيل، وقالوا إن إعطاء أسلحة حديثة للدفاع ضد الطائرات في منطقة القنال قد تعرض العلاقات الأمريكية الروسية للخطر. ولكننا نثق أننا سنتمكن في وقت قريب جداً من أن نقيم الدفاع الجوي الكامل في منطقة القنال، وإننا سنتمكن في وقت قريب جداً من أن نعوض التفوق الجوي الإسرائيلي بأن نعثر على التعادل الجوي، لأننا ندرب المئات من الطيارين، ونحصل على المئات من الطائرات.

أيها الأخوة

          إننا نستعد لمعركة كبرى ضد إسرائيل، تساندها قوى الاستعمار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ونحن نقول إذا كانت الأمور ستتناول سياسياً أو إذا كانت الأمور ستحل عسكرياً فإننا لا نقبل بأي حال من الأحوال أي شئ أقل من الانسحاب من كل الأراضي العربية المحتلة، وتحرير كل الأراضي العربية

<4>