إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

          سنة 1968-1969 بلغت قيمة الإنتاج الصناعي 1322 مليون جنيه و698 ألف، بزيادة قدرها 245 مليون جنيه و80 ألف، بنسبة زيادة قدرها 22.8%.

          سنة 1969-1970 بلغت قيمة الإنتاج الصناعي 1421 مليون جنيه و987 ألف، بزيادة قدرها 344 مليون جنيه و369 ألف، بنسبة زيادة قدرها 32%.

          وكانت تلك الزيادات في الإنتاج الحقيقي بدون حساب أي زيادة سعرية. إن النمو كان نمواً كمياً وفعلياً، ولم يتحقق ذلك برغم ظروف الحرب وظلال أخطارها فقط، ولكنه تحقق برغم ما لحق بمنطقة من أهم المناطق الصناعية لدينا قبل الحرب وهي منطقة القناة، ولعله ما يؤكد زيادة الإنتاج وقيمة هذه الزيادة أن الصادرات الصناعية في فترة الحرب حققت نسبة زيادة قدرها 63% وقفزت صادراتنا الصناعية من 82.238.000 جنيه سنة 66/67 إلى 134.066.000 جنيه سنة 69/70.

أيها الأخوة المواطنون
          إن الشعب المصري لم يكن في هذه الوقفة التاريخية الرائعة في جو الحرب وأمام مخاطر العدوان والإرهاب، وإنما وقفت معه أمته العربية كلها تدرك دوره في النضال وتعرف له حقه في تحمل العبء الأكبر من تبعات المعركة المصيرية الدائرة.

          كانت هناك أولاً وقبل كل شئ الجماهير المؤمنة التي لا تعرف هدفاً غير حرية الأمة العربية ولا تعرف مطلباً غير انتصار هذه الحرية.

          كانت هناك الجماهير العربية الواعية التي تعرف كل شئ وتتابع كل شئ وترفض كل محاولات التضليل وتتمسك في إيمان وعزم بجوهر قضيتها، لأن الجماهير العربية هي أولاً وأخيراً صاحبة القضية، صاحبة هدف الحرية، صاحبة مطلب انتصارها.

          كانت هذه الجماهير عرضة لحرب نفسية تتبع أحدث الأساليب والوسائل وتؤدي دورها بخبث ودهاء. لكن الجماهير العربية كانت أقوى من هذه الحرب النفسية. كانت الجماهير تتابع بوعي، وكانت الجماهير العربية تتابع العمل العسكري بوعي وتدرك مراحله المتعددة، وكانت الجماهير العربية تتابع العمل السياسي بوعي وتدرك متطلباته الضرورية.

          وخلال هذا كله كانت الجماهير ترفض التضليل، كانت ترفض ادعاء الحرص عليها من أعدائها، وكانت الجماهير قادرة على التمييز بين الذين يتاجرون بالكلمات في أسواق المناورات الضيقة ومزايداتها، وبين الذين يتقابلون مع الموت في ساحة ميدان القتال.

<5>