إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

          كانت الجماهير تدرك الأهمية الحاسمة للعمل العسكري، وكانت الجماهير تدرك الضرورة الواجبة للعمل السياسي.

          كانت الجماهير العربية تدرك أن الهدف واحد، ولكن الحركة على طريق تحقيق هذا الهدف لابد أن تكون لها حرية كاملة إزاء عدو يتحرك بسرعة، وإزاء عالم يهتم بالصراع الذي يجري على أرض الشرق الأوسط، وإزاء قوى دولية بينها من يصادقنا وبينها من يصادق عدونا.

          ولم تكن جماهير الأمة العربية ترقب هذا كله ساكنة تنتظر النتيجة، ولكنها كانت تكافح عليها وبقدر ما وسعتها الوسائل المتاحة لها.

          ومن مثل هذا اليوم في العام الماضي إلى يومنا هذا الذي نحتفل فيه بيوم 23 يوليه. شهدت أرض الأمة العربية تغييرات كيفية وكمية لها أهميتها الكبرى في الصراع.

          شهدت الأمة العربية كيف قامت الطليعة للقوات المسلحة في ليبيا وأعلنت الثورة وأعلنت مبادئها الحرية والاشتراكية والوحدة. كيف قام الشعب الليبي يؤيد ثورته ويؤيد الطليعة التي قامت لتحريره، يؤيد قواته المسلحة. ثم كيف خرج مجلس قيادة الثورة بقيادة الأخ معمر القذافي ليعلنوا على الملأ انهم صمموا على الكفاح وعلى النضال من أجل شرف ليبيا وحرية ليبيا، ومن أجل شرف الأمة العربية وحرية الأمة العربية، وصمموا بعد هذا على جلاء القواعد الأجنبية، واليوم قبل أن تمضي سنة واحدة على الثورة الليبية شهدنا احتفالات الشعب الليبي في طرابلس وبنغازي بانتهاء القواعد الأجنبية الإنجليزية والأمريكية، وبجلاء آخر جندي أمريكي أجنبي من أرض الثورة، أرض ليبيا.

          وحينما ذهبت إلى ليبيا في هذه الأيام، كان نزول الطائرة في القاعدة الأمريكية التي حررها ثوار ليبيا، التي كانت تسمى هويلس وسموها في ليبيا بعد تحريرها قاعدة عقبة بن نافع، نزلت في المطار ووجدت الشعب الليبي وهو ينتشر في جميع أرجاء القاعدة، ووجدت أيضاً الشعب الليبي وهو يعانق أبناء قواته المسلحة، ورأيت أيضاً الشعب الليبي الشقيق وهو يحتضن معمر القذافي وأعضاء مجلس قيادة الثورة.

          وكنت أذكر في هذه الأيام كيف استخدمت هذه القواعد ضدنا في سنة 56 وكيف خرج الشعب الليبي يناضل ويكافح ويهاجم القواعد، ويقع منه القتلى والجرحى برصاص المحتلين. ثم بعد هذا ثار الشعب الليبي مرة أخرى وطالب بإنهاء القواعد وخروج الأجانب من أرض الوطن الليبي وتعرضوا أيضاً للرصاص، ثم بعد هذا ثاروا مرة أخرى وتعرضوا أيضاً للرصاص. ورأيتهم في هذا اليوم وقد حققوا الأماني التي كافحوا من أجلها طويلاً، كافح من أجلها هذا الشباب وكافح من أجلها أجيال مضت.

<6>