إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

كل الحرص على أن تنجح ثورته، وعلى أن يبني ثورته بالدم، وعلى أن يحقق هذه الفرصة التي وجدها بعد سنين طويلة من الاستغلال، يحقق لنفسه الاستقلال السياسي الحقيقي، ويحقق لنفسه الثورة الاجتماعية الحقيقية التي ينتج عنها الكفاية والعدل. تسير الثورة السودانية في طريق التحول الاشتراكي، وهو طريق شاق وصعب.

         ونحن قلنا لهم ونقول لهم الآن، إننا معكم، مع السودان الثورة من أجل العمل على الحفاظ على الحرية والاشتراكية التي ناديتم بها والتي أعلنتموها، وأن شعب مصر كان دائماً الشقيق لشعب السودان، وسيبقى دائماً الأخ الشقيق لشعب السودان.

أيها الأخوة
         لقد صمدت سورية بعد أن تعرضت للعدوان في سنة 1967، وبعد أن اعتقد العدو إنها ستنهار. صمدت سورية بمبادئها التقدمية، وصممت القوات المسلحة السورية على أن تعيد البناء. فأعادت البناء، أعادت البناء بقوة وبعزم وبتصميم.

         وإنني أحيي القوات المسلحة السورية التي ناضلت وصمدت وقاتلت أشرف قتال. وإنني أحيي أيضاً باسمكم شعب الجمهورية العربية السورية وأقول لهم إننا معكم في كفاحنا من أجل النصر، وستبقى دائماً دمشق قلب العروبة النابض.

         وصمدت الأردن وكانوا يعتقدون أن شعب الأردن لن يصمد بعد أن انتزعوا منه أكثر من 50% من أراضيه، وبعد أن عملوا بكل الوسائل على الوقيعة بين الأردن والمقاومة. ولكن الشعب الأردني، والجيش الأردني استطاعا أن يفوتا على العدو كل الفرص التي تركز الانقسام.

         وإننا نرى اليوم الأردن، الأردن القوات المسلحة، والأردن الملك حسين، والأردن الشعب والمقاومة الفلسطينية يسيرون جنباً إلى جنب.

         وإننا نرى أيضاً الوعي الكبير الذي يتسلح به شعب الأردن، وتتسلح به المقاومة في الأردن، حتى لا تحدث مصادمات، وحتى لا تحدث تناقضات، وقد حدثت بعض التناقضات، ولكن استطاع الجميع تلافي هذه المتناقضات.

أيها الأخوة
         لقد تعرض شعب لبنان للعدوان الإسرائيلي، وأراد العدو أن يوقع بين شعب لبنان والمقاومة، ولكن الشعب اللبناني وقادة الشعب اللبناني استطاعوا أن يفوتوا الفرصة، وأن يوقعوا اتفاقاً بين المقاومة الفلسطينية وبين السلطة في لبنان.

<9>