إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رد الرئيس جمال عبدالناصر، إلى الرئيس أحمد حسن البكر

رد الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
إلى الرئيس أحمد حسن البكر، رئيس الجمهورية العراقية
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في3 أغسطس1970

السيد الرئيس أحمد حسن البكر
"رئيس الجمهورية العراقية"
         أبعث إليكم بصادق التحية وموفور الاحترام، مصحوبة بشكري العميق على اهتمامكم بالتطورات الأخيرة في نضال أمتنا العربية، والتي كان بينها قبول مصر بمقترحات أمريكية، استهدفت ترتيبات ذات طابع إجرائي بحت، تتيح احتمالاً لوضع تفصيلات لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر سنة 1967، وهو القرار الذي قبلته الجمهورية العربية المتحدة ورفضته إسرائيل، ومازالت ترفضه، انطلاقاً من معاداتها للسلام واتجاهها إلى التوسع، معتمدة في ذلك على التشجيع الذي تلقاه من قوى الاستعمار والإمبريالية العالمية.

         ولست الآن هنا مع سيادتكم في صدد شرح الدوافع التي حدت بالجمهورية العربية المتحدة إلى قبول مقترحات الولايات المتحدة. التي نعتبر أنها لم تجئ نتيجة لتبرع أو تطوع من جانبها، وإنما جاءت نتيجة تغييرات حقيقية في الأوضاع السياسية والعسكرية والدولية، التي تحيط بأزمة الشرق الأوسط.

       إن هذه الدوافع سبق لي شرحها في خطابي أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي يوم 23 يوليه 1970، كما أنني عدت إليها تفصيلاً في مناقشة مفتوحة دارت أمام أوسع الجماهير العربية، وهذا كله بالتأكيد كان تحت نظر سيادتكم، كما أن الرجوع إليه سهل وميسور ، وإذا كان فيه ما يستدعي إيضاحاً جديداً لكم، فأنه سوف يشرفنا في كل الظروف أن نضعه تحت تصرفكم ، إيماناً منا بتاريخ واحد ومصير واحد لأمتنا العربية المناضلة.

         وعلى هذا الأساس، فأنني هنا سوف أقتصر على بعض الملاحظات، التي وإن بدت شكلية، إلا أنها في الواقع، وحقيقة الأمر تمد تأثيرها إلى صلب الموضوع.

  1. إن ما يسمي بالمبادرة الأمريكية جاء- كما تذكرون سيادتكم- قبل مؤتمر طرابلس، يومي 21، 22 يونيه 1970، ولم يجئ نتيجة لهذا المؤتمر، وما أسفر عنه، كما تشيرون في رسالتكم.

<1>