إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) رد الرئيس جمال عبدالناصر، إلى الرئيس أحمد حسن البكر

  1. لقد دهشت إلى حد كبير من المسيرة التي نظمتها السلطات العراقية، سواء كانت رسمية أو حزبية ضد الجمهورية العربية المتحدة، وأنا أقول ذلك صراحة، لأنني تعودت أن لا أداري أو أدور من حول الأشياء.
    إننا -سيادتكم وأنا- نعرف من حقائق الحياة ما يسمح لنا بأن نتجاوز ظواهر الأشياء إلى دخائلها، ولم يكن لهذه المسيرة أن تتم بالطريقة التي تمت بها، ولا بالإعلان الواسع الذي جري عنها، لو لم يكن موقفاً رسمياً وحزبياً.
  2. ولقد كنت أتمني لو أن الجهد الذي بذل لتنظيم هذه المسيرة والإعلان عنها، وجه إلى ما هو أجدى منها، وكان الأجدى منها توجيه طائرة تقصف مواقع للعدو، أو تعزيز فاعلية الجيش العراقي على الجبهة الشرقية ضده.
    ولست أخفي على سيادتكم، أنني أحياناً أتسائل، لماذا لم تتلق قواتكم على الجبهة في أي وقت من الأوقات أمراً بالاشتباك مع العدو..؟ لماذا لم تقم طائرة من طائراتكم بالإغارة على مواقعه..؟
    لماذا لا يوجه العدو اشتباكاته نحو قواتكم، ولماذا لا يوجه طائراته نحوها..؟
    إن تركيز العدو كله على الجبهة المصرية، والنار ضد العدو كلها من الجبهة المصرية، وذلك شرف نعتز به، ونعتبره شهادة لنا عن إدراك عميق بأنه ليس بالشعارات وحدها تدور الحرب وتتم معارك التحرير.
  3. إنني أرجوكم أن لا تعتبروا شيئاً من ذلك عتاباً، فذلك أبعد الأشياء عن قصدنا، وإنما كان قصدنا الإيضاح، إن المسئولية واحدة من وحدة أمتنا، ومن قدرها المشترك، وإلى جانب ذلك، فأننا نؤمن أيماناً لا حدود له بالشعب العراقي وطاقاته وبالجيش العراقي وقدراته، كما أننا نرجو لقيادته التوفيق في اتخاذ القرارات الملائمة لكل مرحلة من مراحل النضال المستمر والمتصل، حتى ترتفع أعلام الحرية والاشتراكية والوحدة فوق كامل أرض الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.
    ولكم يا سيادة الرئيس كل أماني الصحة والسعادة.

 

إمضاء
جمال عبدالناصر

____________

<3>