إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، فى افتتاح الدورة الثالثة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 86 - 88"

للتعامل مع اي موقف، فقد وعينا دروس الماضي، كما اننا يقظون لأحداث الحاضر، عازمون على أن يحمل المستقبل بين ثناياه للأجيال المقبلة من ابنائنا مزيدا من الطمأنينة والاستقرار.

          لقد نسفت حرب اكتوبر [تشرين الأول] التحريرية المجيدة نظريات الأمن الإسرائيلية وجعلتها هشيما تذروه الرياح، ولم يعد منطقيا أن يعود احد الى ترديد هذه النظريات المتساقطة، أو يستخدم المنطق الذي تقوم عليه. وعلى ذلك، فليس من المقبول ان يعود البعض الى الحديث عن الحدود الآمنة ضمن المفاهيم الإسرائيلية التي هي باطلة في المقدمات التي تقوم عليها، والمنطق الذي تصاغ به، والنتائج التي ترمي اليها. ودعونى اكرر امامكم وعلى مسمع من الجميع بهذه المناسبة، اننا لا نقبل التفريط في شبر واحد من ارضنا، وإن التراب الوطني ليس محلا للمساومة، وإن اي حديث عن تأمين الحدود يجب ان يتم في اطار التسوية الشاملة التي تطرح فيها جميع جوانب المشكلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما انه يجب ان يكون منطقيا من انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية المحتلة، ومن مبدأ احترام السيادة الإقليمية، وعدم جواز ضم الأرض بالقوة، لاننا لسنا بصدد تكريس الاحتلال ومكافأة المعتدي على عدوانه، بل نحن نتجه الى انحسار العدوان بحيث يصبح كأن لم يكن، غير منتج لأي أثر.

          ويقودني هذا الى الحديث عن واجبكم الاسمى في هذه المرحلة، أيها الأخوة الأعزاء، وهو العمل بكل الوسائل المتاحة على استرجاع التراب الفلسطيني اليوم قبل الغد، لان التأخر في التوصل الى هذا الهدف يعني - شئنا أم لم نشأ - تكريسا للاحتلال، وتمكينا له من تعميق جذوره، وإتاحة الفرصة لإسرائيل لخلق امر واقع جديد في الأرض المحتلة، بصرف النظر عن استنكار المجتمع الدولي لهذه الأعمال من جانبها. كما ان وضع اشقائنا في الضفة الغربية وغزة يحتم علينا ان لا نتقاعس لحظة واحدة في تخليصهم بأسرع ما يمكن من براثن الاحتلال الذي نعرف وطأته وعدوانيته.

          أيها الأخوة،

          اننا في مفترق طرق، وفي تاريخ الأمم والشعوب لحظات يتعين فيها ان يراجع كل فرد منا نفسه، ويخلو الى ضميره، ويرتفع الى مستوى المسؤولية والتحدي. وغنى عن القول ان المرحلة التي نمر بها تضاعف مسؤوليتنا التاريخية، وتملي علينا ان نسير نحو هدفنا دون خوف أو وجل، وان نتحرك بأقدام ثابتة وعلى ارض صلبة، فنحن اصحاب اعدل قضية عرفها الإنسان في تاريخه الحديث، وليس امامنا بديل سوى مواصلة المسيرة، من اجل استرداد الأرض واستعادة الحق، وهذا فرض على كل فرد منا، لا يقتصر على فريق يؤديه وآخرين مؤيدين أو مشاهدين، وعلى كل منا ان يعرف طريقه، ويتبين خطاه، ويحدد موقعه، والنصر يومئذ للحق والعدل والسلام.


<4>