إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات، مع وفد يمثل الأكثرية الديموقراطية فى مجلس النواب الأمريكى
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 13، ص 418 -421"

اتفاقية الفصل الثانية للقوات، فأنني اتذكر ان هنري كان يأتى احيانا من اجل تغيير كلمة واحدة، أو فصلة، وما هو الى آخر ذلك، وكان ذلك، حقيقة، امرا مضحكا، وقلت له أن هذا لا يساوي الوقود من تل ابيب الى الاسكندرية من اجل تغيير كلمة هنا أو فصلة هناك، قلت له في ذلك الوقت؛ انني دائما اتجه الى الهدف الذي نعمل من اجله، فكلمة هنا أو هناك لا تهمني على الاطلاق، ووجدت اخيرا انه، كما تعلمون، كانت هناك ورقة اميركية اولى لانعقاد مؤتمر جنيف، ثم جاء بعد ذلك ما هو معروف باسم الورقة الاميركية - الاسرائيلية، فان مجلس الوزراء في اسرائيل اجتمع وناقشها لساعات طويلة، قلت من قبل، ان علينا ألا نضيع الوقت لمناقشة المسائل الاجرائية، فلنذهب الى مضمون المسألة برمتها، والمضمون هو احتلال الاراضي العربية بعد 1967، وحل المشكلة الفلسطينية، حسنا. ولكن المناقشات بدأت وقيل ان الورقة الاميركية الاولى أفضل من الورقة الاميركية - الاسرائيلية الثانية، وان هناك كلمة هنا وكلمة هناك، ولكني قلت انني على استعداد للذهاب الى جنيف دون اعطاء اي اهتمام لما هو هنا أو هناك، ذلك لانني، كما قلت لكم، اننا نريد الجلوس معا، وحل المشكلة عن طريق تحقيق اتفاقية سلام تقيم السلام الدائم في المنطقة.

          ويبدو مما قيل لي انه - كما يقول صديقي هنا - انهم يعدون دعوة من خلال السفارة الاميركية. لقد كان هذا اقتراحي بالامس الى وولتر كرونكايت، وقد اذيع هذا الحديث على الهواء مباشرة، وسألنى: كيف يمكن ان تصلك هذه الدعوة ؟ قلت له: انه من الممكن ان تصلنا من خلال صديقنا المشترك الولايات المتحدة. ويبدو انهم سيسلمون هذه الدعوة، كما قال صديقنا هنا، (ويقصد الرئيس جيمس رايت)، الى السفارة الاميركية في تل ابيب، والتي ستسلم بدورها الى هيرمان (السفير الاميركي بالقاهرة) هنا في السفارة الاميركية، وعندما تصل هذه الدعوة فسوف اكون على استعداد للذهاب، لانه لا يجب اضاعة الوقت في الاتفاق على المسائل الاجرائية، واريد ان اقول لكم ان هذا الصراع العربي - الاسرائيلي ينطوي على 70% من المشاكل النفسية، و30% فقط من مشاكل المضمون. وعلى هذا، فلنتغلب على هذه المشاكل النفسية، ولننصرف الى معالجة المضمون. ولهذا السبب، سوف اذهب اليهم في الكنيست، واذا لزم الامر سوف افتح المناقشة مع الـ 120 نائبا في الكنيست لكي اعطي لهم الحقائق الجوهرية في المنطقة هنا، ليس من وجهة نظرهم، بل من وجهة النظر المقابلة لهم، ويستطيعون هم بعد ذلك اتخاذ قرارهم.

          س - (لعضو الكونغرس كويلون): سيدي الرئيس، اتذكر رسالتكم العظيمة التي وجهتموها الى الجلسة المشتركة لمجلس الشيوخ والنواب الاميركيين، عندما قمت بزيارة اميركا، وانني سعيد حقيقة بهذا التطور، ولكنك بعد ان تصل الى جنيف، هل تعتقد ان اشتراك الاتحاد السوفياتي سيؤدي الى خلق المشاكل؟

<2>