إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات، مع وفد يمثل الأكثرية الديموقراطية فى مجلس النواب الأمريكى
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت مج 13، ص 418 -421"

          ج - حسنا، ان المشكلة الفلسطينية، التي يجب ان نحلها لكي نتمكن من التوصل الى السلام الدائم في المنطقة، تتضمن بندين اساسيين:

          البند الاول : الجانب السياسي، وهو يتضمن الاعتراف بالفلسطينيين الان كحركة سياسية من جانب الامم المتحدة، وجميع دول العالم، بما في ذلك الرئيس كارتر نفسة، الذي ينصح بضرورة قيام وطن لهم لحل الزاوية السياسية من المشكلة؛

          البند الثاني : وهو الجانب الانساني، ويتعلق هذا الجانب باللاجئين.

          بالنسبة للبند الاول، فلا بد من ان يكون هناك وطن لهم بعد 30 سنة في الخيام، ومشتتين هنا وهناك، فلا بد ان يكون لهم وطن، والعالم اجمع يتفق على هذا الرأي كما قلت لكم، والرئيس كارتر نفسه عبر عن ذلك ايضا. اعتقد أنه فيما يتعلق بهذا، فاننا في حاجة الى قدر من التفهم منكم في الولايات المتحدة.

          كيف يمكن تحقيق هذا الجانب السياسي، وهذه المسألة السياسية الخاصة بالفلسطينيين، الذين يمثلون جوهر المشكلة برمتها، فان جوهر المشكلة ليس سيناء أو مرتفعات الجولان، ولكن لب وجوهر المشكلة هو المسألة الفلسطينية، فكيف يمكن تحقيق امانيهم دون اعطائهم حق ان يكون لهم دولة، وبصفة خاصة عندما يكون لدينا الضفة الغربية وقطاع غزة اللذان احتلا بعد حرب 1967، واللذان يمكن إن يحققا لهم امانيهم ؟ وفي هذا الصدد، انني ارى سوء فهم تغرسه اسرائيل عن قصد. ربما استمعتم الي عندما قلت ان هذه الدولة الفلسطينية عليها ان تكون مرتبطة بالاردن، وان يتخذ هذا الارتباط شكل، على سبيل المثال، اتحاد كونفدرالي أو فدرالي، أو حتى ولايات متحدة عربية، يتفق عليها الطرفان، وانه لا بد من الاعلان عنها قبل الذهاب الى جنيف، وانني اقول لكم ان الرأي الاسرائيلي في امكان ان تخلق هذه الدولة مشاكل، فان هذا سوء فهم تريد ان تغرسه اسرائيل عن عمد. كيف يمكن لدولة فلسطينية، تحتاج الى سنوات وسنوات لمساعداتنا جميعا في العالم العربي، كيف يمكن ان تمثل خطرا على اسرائيل ؟ انهم يبالغون في هذا. ففي خلال السنوات الثلاثين الماضية كانت هناك اربع حروب، ثلاث منها شنتها اسرائيل ضدنا جميعا في العالم العربي. [ كيف] يمكن لدولة صغيرة مثل الدولة الفلسطينية ان تكون خطرا أو تهديدا لاسرائيل، انهم يبالغون، لانهم يهدفون دائما الى التوسع. انني لا اتفق مع هذا الرأي الذي يطرحه الجانب الاسرائيلي. واذا اردنا تحقيق السلام الدائم في المنطقة، فلا بد من اعطاء الفلسطينيين وطنا وحق تقرير المصير، وان يكون لهم دولة، ولا اتفق اطلاقا مع ما تقوله اسرائيل. انهم مسلحون بكثافة، وليست الدولة الفلسطينية التي ستقام ستكون التهديد أو الخطر ضدهم، بل بالعكس انهم بكل ما يملكونه من سلاح، وبترسانة الاسلحة الضخمة التي قمتم بارسالها اليهم، هم يمثلون

<4>