إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي حول نتائج زيارته إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 478 - 484"

هاجمت ولا حاهاجم. الاتحاد السوفياتي حر يبيع لمن يريد ولا يبيع لمن يريد، هو حر في هذا ولم اطلب من السوريين انه بحق الزمالة على الأقل ابعثوا قطع الغيار اللي الاتحاد السوفياتي اراد ان طائراتي تكون على الأرض فأركع على ركبي معاها له. ابدا والله. اللي ادانا برغم انه بيشتمنا النهارده، والعراق بيشتم لكن احنا عارفين عملية العراق هي عملية بينه وبين سورية بس بيأخذنا احنا لفة علشان يروح لسورية، ده كل الموضوع.

          وبعد ايها الأخوة والأخوات؛ لا اريد ان اطيل عليكم، لانه انا اردت بهذا فقط ان اقدم لكم وأنتم السلطة الشرعية مع بقية العائلة المصرية كلها. تقريرا كاملا عما تم وأتابع هذا الأمر كلما جد جديد. ولكن كما شرحت لكم، فان اليوم. ان شاء الله، سأكلف وزير الخارجية الاتصال بسكرتير عام الأمم المتحدة والقوتين الأعظم وأطراف النزاع العربي، دول المواجهة وإسرائيل. وان القاهرة ترحب بهم في كل وقت، ابتداء من يوم السبت المقبل، لكي نتجه الى العمل والإنجاز وحل المشكلة، كما وعدتكم ستكون تفاصيل امامكم، أريدكم أن تحملوا إلى الشعب في دوائركم عرفاني الذي لا يحد، وفخري الذي لا يحد بهذا الشعب. لكل رجل، لكل امرأة، لكل من خرج ملايين لكي يعبروا لي عن حقيقة مشاعرهم، ولكي يعبروا لي بأسلوب العائلة الواحدة عن فرحتهم بعودتي. وانتصارنا او اتمام نصرنا في اكتوبر [تشرين الأول]. لن انسى ابدا المرأة المصرية في هذا الاستقبال. كانت على اروع مستوى من المسؤولية. المرأة المصرية. لهؤلاء جميعا اقول: يا كل رجل وامرأة وشاب وطفل على ارض مصر. يا كل رجل اعطى ولا يبخل حتى اليوم بعطاء القوت. يا كل امرأة وهبت ولدها في اشرف قتال، وافخر نضال. وجاءت كريمة اللهفة تحيط لضعفها وتشجيها ودعاتها في اعظم أيام مصر، يا كل امرأة ابنة من فتحت صدرها لرصاص المستعمر في ثورة سنة 19، وهى ام وأخت وزوجة لمن وهب الحياة في اكتوبر [تشرين الأول] الخالد. لمصرنا العظيمة، يا كل الشعب، اقسمنا أمام الله، وبضمير الواجب، اننا لن نسمح بأن يصيبه جرح ما زلنا قادرين على السلام، يا كل شعبنا الأصيل، يا عائلتنا المصرية، هذا عهدي انا، لن نتراجع عن كفاح السلام، لن نعبد اصنام الصيغ التقليدية. وأصنام الفكر المراهق، وأصنام خداع النفس في نضالنا الوطني، فنحطم هذه الأصنام انقاضا وترابا. هذا عهدنا، لكم ابذل الحياة حتى آخر نفس فيها، وبكم اقتحم الحياة بإذن الله، لكى تنتصر الحياة على اعداء الحياة.

           ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


<14>