إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي حول نتائج زيارته إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 478 - 484"

الأولى، في 6 أكتوبر [تشرين الأول] الخالد، عندما شهد العالم بأننا لسنا جثة بلا حراك لن يحسب لها في قتال التحرير حساب، بل إننا المقاتلون بالدم فداء لحرية الأرض وكرامة الإنسان؛ والثانية، بعد ان اعترف العالم اليوم بأننا المقتحمون بالحب والسلام من أجل خير الأرض وسعادة الإنسان؟

          أيها الأخوة والأخوات أبناء العائلة المصرية، وأعضاء مجلس الشعب،

          ان ما يجري اليوم، بعد رحلة السلام التاريخية إلى ارض المقدس، هو المشهد الرائع لانتصار أكتوبر [تشرين الأول] المجيد. ان انتصار أكتوبر [تشرين الأول] قد اكتمل اليوم. لقد دخلنا الحرب من أجل تحرير الأرض، ومن اجل إقرار الحق الفلسطيني، لكي يحل السلام. فلا سلام والأرض مغتصبة، ولا سلام والحق الفلسطيني ينكر أو يجحد. وأشهدنا العالم، بغربه وشرقه، بعد انتصارنا العسكري في ملحمة أكتوبر [تشرين الأول] الخالدة، ان جندنا على الحرب قادرون، تلك الحرب التي تدرس الآن في جميع المعاهد العسكرية في شتى أنحاء العالم. لم تقف أمام رجالنا قوة لا تقهر، أو ذراع طويلة كانت تهدد أعماقنا. ارتفع العلم المصري على الأرض المحررة بعد اعظم اقتحام مسلح في التاريخ، اخترق النار واللهيب والأهوال، وباسم الله عبر الإنسان المصري، وبإرادة الله حطم اكبر قلعة مسلحة على امتداد 170 كيلومترا كانوا يقولون انها لن تنهار إلا بقنبلة ذرية، واثبت الجندي المصري ان إصرار الحق، وعزيمة الرجال، وجسارة الأبطال، أقوى من كل القنابل الذرية. لقد أشهدنا العالم، وشهد، ان أبناء القوات المسلحة المصرية حققوا معجزة عسكرية. وأقول لكم ان قادة إسرائيل الذين التقيت بهم في القدس قد عبروا لي، بكل احترام المقاتل للمقاتل، عن تقديرهم الكبير لروعة أداء أبطالنا ورائع قدراتهم، وهي شهادة من الخصم من حق أبنائنا في القوات المسلحة المصرية أن يعرفوها. وكان اسم النائب حسني مبارك، والفريق الجمصي موضع كل إجلال. ولكن السؤال يبقى: لماذا دخلنا الحرب، لماذا ضحينا بفلذات أكبادنا يقتحمون الموت لكي يهبوا مصر الحياة وشبابنا انجبوا الحياة لهذا الوطن؟ لماذا ضحينا بأكبر نصيب من دخلنا القومي، بل ضحينا بقوتنا اليومي، ولا نزال نضحي لكي نشتري السلاح المتطور ونحن أحوج ما نكون لكل مورد مهما صغرت قيمته؟ لقد دخلنا الحرب بعد ان فشلت كل مساعينا من اجل السلام، دخلنا الحرب بعد ان أغلقت القوى الكبرى، وكل القوى في وجوهنا كل أبواب السلام، دخلنا الحرب بعد ان صم العالم آذانه عن دعوة السلام التي كنا نبذلها مخلصين، وأدار لنا الجميع ظهورهم بتصور خاطئ إننا ضعفاء وأننا جثة هامدة بلا حراك، لن تتحرك حتى على مدى خمسين سنة. دخلنا الحرب بعد ان وصلنا إلى وضع، وصفته مرارا، هو: نكون أو لا نكون. ولعلكم تذكرون إنني قلت لقادة القوات المسلحة في

<2>