إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي حول نتائج زيارته إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 478 484"

وليست عرضة للجدل، والتراب الوطني والقومي هو وادينا المقدس، ولا يملك أي منا، ولا يقبل، أن يتنازل عن شبر واحد منه، أو أن يقبل مبدأ الجدل والمساومة عليه. كل هذا قلته أمام الكنيست. سمعتموه وسمعه العالم كله، وسمعه أيضا شعب إسرائيل وقلت أيضا أمامهم نحن نصر على تحقيق الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة، بما فيها القدس العربية. فليس هناك سلام يستقيم أو يبنى مع احتلال أرض للغير، ولن يتحقق سلام بغير الفلسطينيين،وبغير الاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته وفي العودة. بل اننى قلت انه حتى إذا توصلنا لاتفاقات سلام بين إسرائيل وبين كل دول المواجهة، ولم تحل القضية الفلسطينية، فلن يقوم السلام. كل هذا سمعتموه، وسمعه العالم معكم، وسمعه شعب إسرائيل في اجتماعات اللجان في الكنيست، مع جميع المجموعات البرلمانية، قلت لهم: أمامكم قرارات صعبة يجب ان تتخذوها، ولا مهرب من ان تتخذوها، ولقد سبقنا نحن إلى اتخاذ القرار الذي لم يعرف له التاريخ شبها من قبل. ركزت نقط البحث على المعالجة الصحيحة للمشكلة، مشكلتنا الكبرى، من جذورها.

          قلت لهم: نحن نريد الأرض، حقنا. قالوا: نحن نريد الأمن. قلت: نعم. لكم هذا خارج التوسع. قلت لهم: نحن نريد دولة فلسطين وحل المشكلة الفلسطينية على أرضها. وقالوا انهم يريدون حماية دولتهم من الخطر. قلت لهم: لكم الحق. واتفقنا أخيرا ألا تكون هناك حرب بعد حرب أكتوبر [تشرين الأول]، وأن يكون سبيلنا إلى حل جميع المشاكل ان نجلس حول المنضدة كانسان حضاري يناقش إنسانا حضاريا. فإذا لم نصل إلى شيء، عدت إليكم لكي تتخذوا معي القرار.

          أيها الأخوة والأخوات،

          محصلة المحادثات التي أجريتها مع المسؤولين في الحكومة وأعضاء الكتل السياسية المختلفة كانت كآلاتي: أولا: لم يعد بوسع أي مسؤول إسرائيلي ان يشكك في صدق رغبة العرب في التوصل إلى سلام عادل؛

          ثانيا: كان هناك إجماع في إسرائيل، وعلى الصعيد الدولي، بأن على إسرائيل ان تقوم بمبادرة من جانبها ردا على الخطوة الكبيرة التي قمت بها؛

          ثالثا: أصبحت حقائق القضية معروفة جيدا عند الرأي العام الإسرائيلي. دون أي تزييف أو خداع. ولعل أهم النقاط التي أصبحت واضحة لكل إسرائيلي هي أحقية الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه، والعودة إلى دياره لا لتهديد أمن إسرائيل، ولكن لممارسة حقه الطبيعي في الحياة الآمنة داخل الكيان الوطني الذي يرتضيه؛

          رابعا: اكتسب الموقف العربي تأييدا دوليا ما كان بوسعنا ان نحققه في عشرات السنين، بأي جهد مهما كان خارقا؛

          خامسا: اقتنع عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين بأن العرب لن يقبلوا أية تسوية ما لم تتضمن تحرير الأرض

<5>