إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، بمناسبة عيد العمال، بشبرا الخيمة، 2 مايو 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 395 - 424"

وكان الدور البطولى المجيد للإنسان المصرى وهو يعيد للإنسان العربي على الأرض العربية رأسه المرفوعة بعد أن أثنتها الهزيمة وكرامته العالية بعد أن ضربتها فاجعة 67 التى لن تنسى أبدا من وجدان شعبنا الأصيل.

          التحية كل التحية لأبطالنا في القوات المسلحة الذين دفعوا عنا ضريبة الدم والفداء، والذين سجلوا أمام العالم كله صورة ساطعة لأمجد أساطير الشجاعة وأخلد ملاحم الدفاع عن الأرض. ان الإنسان المصرى هو الذي انتصر في حرب اكتوبر. الإنسان المصرى الحر كان وسيظل هو السلاح الأول والأمضى في ملاحم الاقتحام لانه أصبح سيدا على نفسه، وسيدا على سلاحه، فاليد المرتعشة لا تحارب ولا تبنى والقلوب الخائفة لا تتحدى قذائف الهلاك، ان مصر 15 مايو العظيم حققت نصر أكتوبر العظيم باليد القوية، بالقلب الشجاع، بالإنسان الحر، بعد أن أنتصر في الداخل أولا على أعداء الحرية وأعداء الإنسان.

          أيها الأخوة والأخوات يا عمال ويا عاملاتها ويا عرقها الشريف:
لقد سجل التاريخ فيما سجل ذلك الدور الرائع الذى أداه عمال مصر في ملحمة أكتوبر الخالدة، انه جزء لا يتجزأ من خلود المعركة. عمال مصر الذين صنعوا 60 % من كبارى العبور. عمال مصر الذين أقاموا محطات الصواريخ وطيران الخصم يرميها بقذائف الموت ليل نهار. عمال مصر الذين صنعوا الأسلحة والذخائر. عمال مصر الذين أنشأوا أكبر القواعد الجوية المحصنة، عمال مصر الذين شكلوا أكبر قاعدة اقتصادية في القطاع العام أمدت جيش مصر وأمدت الجبهة الداخلية بأكبر انتاج وطنى كان ركيزة الاقتحام والصمود والاستمرار.

          عندما أقول أن دوركم الرائع - أيها الأخوة والأخوات - في ملحمة اكتوبر الخالدة هو جزء لا يتجزأ من خلود المعركة، فإنني لا اتملقكم لاننى لم أعرف الملق في حياتى وأرفض من يتملقون ولكنني أتحدث إليكم بالقلب المفتوح لانني مارست عملكم في شبابى.عشت حياة العامل المصرى كاملا وعايشتها. وإذا كان قدرى قد وضعنى بإرادتكم في الموقع الأول من المسئولية. في موقع كبير العائلة فهو قدر يطالبنى بعرق جديد ولا يعزلني

<2>