إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في الاحتفال باكتمال بناء السد العالي

        كأنه كان يريد أن يقول لنا إن الطريق واضح.

        وأن نلتقي اليوم هنا بعد رحيل القائد الخالد لنحتفل مع أعز الأصدقاء بتمام وكمال هذا البناء الإنشائي الكبير. فإن هناك معان لا يمكن أن تغيب عنا.

        أمامنا هنا الحياة التي ظلت أحقابا طويلة وقرونا طويلة تنتظر إرادة التغيير، كان هذا هو الحلم. أن يحمل في صدره آمال أمته المكبوتة ثم يفجرها في دعوة للثورة.

        أمامنا هنا سيرة البطل الذي استطاع أن يحمل في صدره آمال أمته المكبوتة ثم يفجرها في دعوة للثورة.

        أمامنا هنا إنجاز عظيم قام به شعب أصيل، ولم يكن هناك غير شعب أصيل يتحمل مثله هذه المسئولية. شعب أصيل حافظ على آماله عبر العصور، ثم استجاب لقيادته الوطنية في لحظة حاسمة من تاريخ النضال يوم 23 يوليه 1952.

        باختصار أمامنا هنا- أيها الإخوة- الحلم، والقائد والعمل.

        أو بتعبير آخر، أمامنا هنا- أيها الإخوة - المبدأ، والثورة، والشعب.

        وهناك معان أخرى- أيها الإخوة- نستشعرها في هذه اللحظة المجيدة.

        أن نحتفل بتمام وكمال بناء السد العالي في غياب بطله، فذلك معنى الاستمرار.

        وأن نحتفل بتمام وكمال بناء السد العالي وسط جو المعركة، فذلك معنى الإصرار.

        وأن نحتفل بتمام وكمال بناء السد العالي وسط أخلص الأصدقاء، فذلك معنى أننا لسنا وحدنا في المعركة. وإنما معنا كل قوى الخير والمحبة والحرية والسلام في هذا العالم.

أيها الإخوة والأصدقاء

        من دواعي سعادتي، ومن دواعى الشرف أن أقف في هذه المناسبة أمام التأييد الكبير والفعال الذي قدمه لنا الاتحاد السوفيتي وشعوبه العظيمة وقياداته المقتدرة في تشييد هذا العمل الكبير، وهذا الرمز الكبير في نفس الوقت.

        إن دور الاتحاد السوفيتي في هذا العمل العظيم لا يحتاج مني إلى مقارنة بدور سواه. ولكن المكان هنا، والمناسبة الآن، والجو المحيط بنا، والشواغل التي تلح علينا، تفرض إشارة إلى هذه المقارنة. كان هنا على

<2>