إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رسالة من الرئيس أنور السادات إلى مناحم بيجن، حول الموقف المصري من الإجراءات الفردية التي تتخذها إسرائيل بالنسبة إلى القدس
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 280 - 284"

          وبكل صراحة فانني أشعر بأن الأفكار التي قدمتها ونشرتها في هذا الصدد لم تلق منكم الدراسة اللازمة فلم اتلق منكم أي رد أو تعليق موضوعي يتعلق بالصيغة المقترحة التي تؤمن مصالح المعنيين كافة، وتقدم خدمة قيمة لقضية السلام كما تعد إسهاما ضخما في المسيرة نحو الوفاق بين العرب واليهود.

          كما ان حكومتكم تبنت سياسة سلبية وضارة فيما يتعلق بموضوع حساس آخر هو موضوع المستوطنات. ولست أرى اني بحاجة إلى شرح الرفض العالمي والإدانة الشاملة لهذه السياسة سواء على الصعيد القانوني أو الأخلاقي أو ان أعدد الآثار الخطيرة لتلك السياسة ويكفي ان أؤكد ما سبق أن قلته من أن هذه المستوطنات التي أقيمت في الضفة الغربية أو غزة انما تشكل عقبة حقيقية في طريق السلام ومن ثم فتجب ازالتها سواء أكانت قديمة أم حديثة.

          وأنا على ثقة من أنكم تذكرون ما تحدثت إليكم بشأنه في أسوان في صدد المستوطنات. فقد نصحتك حينئذ بألا تحارب معركة خاسرة حيث أنه مهما أقمت أو فعلت في هذا السبيل فسوف يكون مصيره الفشل الكامل.

          ولعلك تذكر أيضاً انني عرضت أن أمدكم بمياه يمكن ان تصل إلى القدس مارة عبر النقب حتى أسهل عليكم بناء أحياء جديدة للمستوطنين في أرضهم ولكنك أسأت فهم الفكرة وراء اقتراحي وقلت ان التطلعات الوطنية لشعبكم غير مطروحة للبيع. وفي الواقع فلم يدر هذا بخلدي إذ عرضت عليكم تعاونا قد يؤدي إلى الخروج بحل مرض للطرفين. ورغم أن إزالة المستوطنات غير القانونية لا يجب أن تعلق على أي شرط إلا أنني على استعداد للذهاب إلى هذا المدى لحل هذه المشكلة واعتبار ذلك أسهاما آخر لمصر من أجل السلام انني على علم بأنك لا تحتاج لأي أحد آخر ليجد لك سبيلاً للخروج من هذا الموقف. ولكنه أمر مفيد ان تجد أو تأخذ في اعتبارك وجود بعض البدائل والعروض. وأحيانا فإن أخوتنا العرب يحتاجون أيضاً لمثل هذه السبل بالنظر إلى عدد من التعقيدات التي تواجه مواقفهم. وهذا عبء اتحمل به كرئيس للشعب المصري الذي وضعه قدره في مقدمة الأحداث والتطورات في المنطقة بأسرها هذا هو تراث ماضينا ووعد مستقبلنا.

          ولقد توصلنا إلى تفاهم معكم بأن تقوم إسرائيل باتخاذ عدد من إجراءات بناء الثقة بدون تأخير وقبل بدء المرحلة الانتقالية، كان الهدف من ذلك كما حددناه سويا هو رفع المعاناة عن الفلسطينيين وتحسين الجو في الضفة الغربية وقطاع غزة تمهيدا لانتخابات السلطة الفلسطينية وقد تحدثنا بالذات عن مجموعة من الإجراءات التي حوتها مذكرة قدمت

<5>