إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) رد الرئيس أنور السادات على رسالة بعث بها إليه مناحم بيجن، رئيس حكومة إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 284 - 289"

على أساس التأثير الذي تتعرض له، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، لأن أشقاءنا الأفارقة الذين يباشرون المسؤولية في بلادهم كلهم مناضلون متمرسون وأصحاب رؤية ثاقبة وبصيرة وقيم أخلاقية رفيعة، وهم يبنون سياستهم طبقاً لما تمليه عليهم ضمائرهم، وتقديرهم المستقل للأحداث، وتصورهم للمصلحة الافريقية الواحدة، وهم يعتزون كثيراً بالاستقلال الذي حصلوا عليه بشق الأنفس.

          وهل تعتقد حقاً أن الإجراءات المتبعة في الضفة الغربية وغزة والتصريحات السلبية التي صدرت في الأشهر الأخيرة يمكن ان تستميل الزعماء الأفارقة إلى جانبكم؟ وهل خطر لكم ان تتساءلوا عن سبب وقوف جميع الحكومات في أرجاء العالم المختلفة هذا الموقف من سياستكم؟.

          عزيزي رئيس الوزراء بيغن

          ربما كان أكثر ما آسف له هو أنك لم ترد بإيجابية على كثير من النقاط التي أثرتها في رسالتي السابقة، وعلى هذا فإن العقبات القائمة في طريق السلام تظل كما هي، ولست أرى كيف يمكن أن نستأنف المفاوضات في ظل هذه الظروف، وكما ذكرت لك فإن اخلاصي لقضية السلام يمنعني من قبول وضع تتحول فيه مفاوضات السلام إلى مجرد لقاءات عقيمة تنال من ثقة شعبنا في السلام، وليس في نيتي أن أدخل في جدل لفظي لا يخدم مصالحنا، ناهيك عن مصلحة السلام وحيث أننا قطعنا على أنفسنا عهداً بأن نواصل عملنا حتى نتوصل إلى حل سلمي للنزاع، فانني أعتقد أن أفضل أسلوب نتبعه هو عقد مؤتمر قمه في محاولة لاقتلاع جذور هذه الخلافات التي طال عليها الأمد قبل ان تتفاقم وتهدد مهمتنا. ومن جهة أخرى فليس من الإنصاف والمجاملة أن نفرض مشكلتنا هذه على صديقنا وشريكنا الرئيس كارتر في هذا الوقت، بالنظر إلى المشاغل الأخرى التي يواجهها والتي هي أكثر الحاحاً، وأنت تذكر انني وصفته في كامب ديفيد بأنه الجندي المجهول الذي وهب نفسه لقضية السلام، وأقل ما يجب علينا أن نعمله اعترافا منا بإسهامه الكبير هو أن نقدر موقفه وأن نعقد المؤتمر عندما تنتهي مشاغله تلك، وأنا موقن من انكم تشاطرونني هذا الرأي.

          مع أطيب التمنيات.

محمد أنور السادات


<10>