خطاب للرئيس أنور السادات أمام مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة حول وقف إطلاق النار في لبنان
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1981، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، ط 1، مج 17، ص 358 - 360"

خطاب للرئيس أنور السادات أمام مجلس العلاقات
الخارجية في الولايات المتحدة، يرحب فيه بالقرار
الفلسطيني المسؤول بوقف إطلاق النار في الجنوب
اللبناني.

          أصدقائي الأعزاء:

          انني أشكركم لتوجيه الدعوة إليّ للتحدث معكم ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

          ان العالم يمر بلا شك بفترة حاسمة تتطلب اليقظة والحذر.. فهناك أكثر من أي وقت مضى سلسلة من المشكلات المتعلقة بالسلم والحرب والتي تواجهنا في كافة أركان العالم وليست هناك أية دولة بمنأى عن تأثير التطورات الجديدة التي تحدث كل يوم.

          وليس بوسع أحد أن يجد ملاذا في نظريات الماضي الانعزالية.. ان بقاءنا ورفاهيتنا يواجهان الخطر لان علماء السياسة قاموا في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بتطوير العديد من النظريات في محاولة لتحليل وتوضيح الصورة المعقدة الجديدة .. وأصبحت الأسلحة النووية عاملا رئيسياً في التأثير على العلاقات الدولية ..  وقام السوفيات بدعم قوتهم على امتداد أوروبا الشرقية.

          ونجحت حركات التحرر الوطني في الحصول على الاستقلال السياسي للعديد من الدول في أفريقيا وآسيا.

          وكان لعملية الاستقطاب بين الشرق والغرب أثر في ظهور أبعاد جديدة وزيادة حدتها .. وانبثقت حركة عدم الانحياز كوسيلة لتخفيف حدة التوتر في العالم والحيلولة دون نشوب حرب نووية مدمرة .. وفي الوقت الذي بدأ العالم يتكيف فيه مع تلك التطورات بدأ عصر جديد بالتحرك تجاه الوفاق والتوافق.

          وتم ابرام اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي عام 1972 كان هو أساس الوفاق.

          وجاءت اتفاقات هلسنكي وظن الكثيرون ان النزاع بين الشرق والغرب سيتخذ مجرى .. جديداً .. ثم الاتفاق على عقد معاهدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية ..

          السيد الرئيس ..

          ان أحدا منا لا يعترض على تخفيف حدة التوتر الدولي إذ أن عالما يسوده السلام والهدوء هو بمثابة الأمل لاولئك الذين يناضلون من أجل تحسين نوعية

<1>