إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الأمة

        نصل الآن إلى تصورنا لخطواتنا القادمة، كما تمليها علينا القيم التي نتمثلها والمبادئ التي نؤمن بها، وارتباطاتنا تجاه السلام العالمي إزاء المجتمع الدولي.

        لقد بحثت جوانب الموقف مع القيادات السياسية والعسكرية، وفي كافة المؤسسات التي يفكر ويقرر بها نظامنا. ودارت مناقشات واسعة في مجلس الوزراء وفي مجلس الدفاع الوطني وفي اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي، وكانت الاعتبارات المطروحة أمامنا باختصار على النحو التالي:

أولاً: إننا لا نستطيع، ولا يحق لنا أن نترك وقف إطلاق النار يتجدد تلقائيا، طالما لم يحدث تقدم في جهود المستر جونار يارنج. وإذا تركنا ذلك يحدث فمعنا أن خطوط وقف إطلاق النار قد تصبح أمرا واقعا، أو قد تصبح خطوطا سياسية على نحو ما حدث لخطوط هدنة سنة 1949.

        وهذا ما لن نسمح به تحت أي ظرف من الظروف.

ثانياً: إننا نرى المحاولات الواسعة والبارعة- مع الأسف- التي تسعى إلى التمويه على الرأي العام العالمي وتحاول أن تصور له المشكلة على غير حقيقتها، فتقدمها له وكأنها تضاءلت لتصبح قضية وقف إطلاق النار أو إطلاق النار، مع ما يترتب على هذا التبسيط المخل من الإيهام بتعنت الطرف الذي يبدأ بإطلاق النار.

        إن أساس المشكلة هو العدوان، والعدوان هو فرض الاحتلال بقوة النار. وأما إطلاق النار لإزالة: الاحتلال، فهذا هو الحق الطبيعي والشرعي والقانوني، بل هو الواجب المقدس لكل من يحترم الحرية ويؤمن بها على كل أرض ولكل شعب.

ثالثاً: إننا يجب أن نعترف ونصارح أنفسنا إننا لانجد حتى الآن، لا فيما تقوله إسرائيل أو تتصرف به، سواء في الأمم المتحدة في نيويورك أو على أرض منطقة الأزمة في الشرق الأوسط إشارة واحدة توحي إلى استعدادها لتنفيذ قرار مجلس الأمن. بل إن كل الدلائل تشير إلى سعيها الدائب لتعطيله ولإبطال مفعوله، ولعرقلة كل الجهود الدولية التي تتحدد أساسا لحل الأزمة.

        وأبسط شاهد على ذلك لا يستقيم كلام عن السلام، واحتلال الأرض قائم، ولا يستقيم كلام عن السلام وتهديدات غروب القوة وحماقتها مستمرة.

        برغم ذلك، فإن السكرتير العام للأمم المتحدة كانت له وجهة نظر أخرى. عرضها في التقرير الذي قدمه إلى مجلس الأمن، متضمنا بندائه إلى أطراف النزاع. وقد قال فيه إنه وإن كان يعترف بالحاجة إلى المزيد من الإيضاحات، إلا أنه يجد هناك مجالا للتفاؤل الحذر.

        وبنى تفاؤله بالحذر- على حد تعبيره - إلى كون أن الأطراف استأنفوا اتصالاتهم بالسفير جونار يارنج.  وأيضاً على أنه حدث بعض التقدم في تحديد مواقف الأطراف.

        وأن الأطراف التي أعربت عن رغبتها  في تنفيذ قرار مجلس الأمن تصف الآن بقدر أكبر من التفصيل وجهات نظرها حول التزاماتها الناشئة عن هذا القرار. ثم خلص السكرتير العام للأمم المتحدة من ذلك بأن

<6>