إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الأمة

ناشد الأطراف أن تمضي في القيام بدورها في المناقشة بصورة بناءة وأن تتعاون مع السفير يارنج بهدف تنفيذ قرار مجلس الأمن. ثم كان في النهاية دعوة السكرتير العام للأمم المتحدة  للأطراف في هذا الموقف الصعب أن يمارسوا ضبط النفس وأن يجددوا وقف إطلاق النار في 5 فبراير حينما ينتهي موعد سريان وقف إطلاق النار السائد الآن.

ثالثاً: إنه في هذا الجو كان هناك عدد ليس بالقليل من الدول الأعضاء في مجلس الأمن نثق في تفهمها لموقفنا وتعاطفها مع نضالنا تتصل بنا في رجاء ملح آخر لضبط النفس، وحين جاء نداء السكرتير العام للأمم المتحدة سمعنا منهم وجهة نظرهم تعقيبا عليه تقول بأن قرار السكرتير العام للأمم المتحدة بإعلان ندائه في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها الموقف في الشرق الأوسط يعني أن السكرتير العام للأمم المتحدة بحكم وضعه وبحكم مسئوليته يرى لديه من الأسباب ما يجعله مقتنعا بإمكانيات تقدم حقيقي نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن. وكان رأي هؤلاء إنه ربما كان من الأفضل أن نتيح للسكرتير العام للأمم المتحدة جوا يساعده على تنفيذ قرار مجلس الأمن، وهي المهمة التي كلف بها من جانب المجلس في صلب قراره بتاريخ 22 نوفمبر سنة 67.

أيها الإخوة

        إن المناقشات العميقة المؤمنة والمسئولة انتهت بنا إلى تحديد موقفنا على النحو التالي:

أولاً: إن الجمهورية العربية المتحدة تعتبر نفسها ملزمة بمسئولية واحدة لا بديل لها وهي تحرير جميع الأراضي المحتلة في عدوان سنة 67. ذلك هو الالتزام الأكبر، وفي سبيله كل عملنا السياسي والعسكري والاقتصادي والدبلوماسي، وعلى طريقه كل التضحيات مهما غلت. إن الالتزام الأول لكل أمة هو التزامها تجاه حريتها في إطار مبادئ القانون الدولي، ولا يستطيع أحد أن يطلب إليها أو يفرض عليها التزاما يتعارض مع هذا الالتزام المقدس. وعلى أساه فإن عليها أن تحتفظ لنفسها بحرية وحق التصرف فيما تواجهه.

ثانياً: إننا مع هذا الالتزام الأكبر والأول نقبل نداء السكرتير العام للأمم المتحدة ونقرر الامتناع عن إطلاق النار لفترة لا نستطيع أن نجعلها تزيد على ثلاثين يوما تنتهي يوم 7 مارس القادم. وعليه- أي على السكرتير العام- وعلى مجتمع الدول كله أن يتحقق في هذه الفترة من أن هناك تقدما حقيقيا في صلب المشكلة وليس في مجرد مظاهرها الخارجية. ونحن نرى أنه من الضروري أن يطلع مجلس الأمن قبل نهاية هذه الفترة على تقرير من السكرتير العام للأمم المتحدة عما تم إحرازه من تقدم. ومع أننا نعرف منذ الآن وسلفا أن إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة وتأييدها لها على بياض لن تتقدم عن موقفها الحالي، فإننا ندعو الله أن تثبت التجربة العملية أن شكوكنا لم يكن لها ما يبررها.

ثالثاً: إننا نضيف إلى كل الجهود الرامية إلى حل الأزمة، مبادرة مصرية جديدة نعتبر العمل بمقتضاها مقياساً حقيقياً للرغبة في تنفيذ قرار مجلس الأمن. إننا نطلب أن يتحقق في هذه الفترة التي نمتنع فيها عن إطلاق النار انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية على الشاطئ الشرقي لقناة السويس، وذلك كمرحلة أولى على طريق

<7>