إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الأمة

جدول زمني يتم بعد ذلك وضعه لتنفيذ بقية بنود قرار مجلس الأمن. إذا تحقق ذلك في هذه الفترة فإننا على استعداد للبدء فورا في مباشرة تطهير مجرى قناة السويس وإعادة فتحها للملاحة الدولية ولخدمة الاقتصاد العالمي. ونحن نعتقد أننا بهذه المبادرة ننقل جهود السفير جونار يارنج من الألفاظ الغامضة إلى الإجراءات المحددة لتنفيذ قرار مجلس الأمن، ونفعل ذلك بطريقة يمتد أثرها إلى مصالح كل الدول التي تأثر اقتصادها بإغلاق قناة السويس بسبب العدوان الإسرائيلي ونتيجة لإرهابه.

أيها الإخوة

        لقد طلبت إلى وزارة الخارجية أن تضع تقريرا مفصلا عن كل الاتصالات التي دارت في السنوات الخيرة في مجلس رئيس مجلس الأمة، كما طلبت أن يوضع نص قرار مجلس الدفاع الوطني، لأن بعض بنوده مما يدخل في إطار السرية وكذلك طلبت أن يوضع محضر مناقشات اجتماع اللجنة المركزية بتاريخ الأمس 3 فبراير 71 لتكون الصورة بكل تفاصيلها أمامكم، ولتكونوا على بينة كاملة من موجبات كل موقف نتخذه.

        وأود في النهاية أن أكرر أمامكم للتأكيد أن الموقف يتلخص كله في حقيقتين اثنتين.

الأولى: إن وقف إطلاق النار أو إطلاق النار ليس هو القضية، وإنما القضية هي تحرير كافة الأراضي العربية ورد الحق الشرعي لشعب فلسطين. هذه هي القضية التي نقدم من أجلها وفي سبيلها كل شيء بغير تحفظ ولا تردد وإلى آخر الشوط.

الثانية: إننا مع كل فرصة نعطيها للمجتمع الدولي تقديرا واحتراما له، علينا أن ندرك أن الأمر في النهاية منوط بقوتنا وحدنا. إننا نعرف عدونا بأكثر مما يعرفه غيرنا، مهما كانت درجات اهتمامهم بالأزمة، لأننا نحن الذين واجهنا ونواجه مخططاته ومؤامراته، وليس يعرف النار إلا من اكتوى بها، ومن معرفتنا بالعدو فإن قناعتنا كاملة أنه لن يرتدع بغير القوة، ولن يتراجع إلا تحت ضغطها.

أيها الأخوة

        إننا بعد هذا الحديث إلى أمتنا وشعبنا، نتوجه بكلمة أخيرة عبر حدودنا. لقد أدينا واجبنا تجاه العالم وتجاه السلام بأقصى ما نستطيع، ولقد حان الوقت الذي يجب أن يؤدي في غيرنا واجبه تجاه العالم وتجاه السلام.

        إن الواجب ليس ضريبة تفرض على بعض الناس ويعفى منها غيرهم، وإنما الواجب خصوصا على المستوى العالمي، مسئولية واجبة. إنني أقول بوضوح إننا أبرأنا ذمتنا تجاه ما طولبنا بالحرص عليه، ولكننا نريد أن يعرف الجميع أنه ليس هناك شيء نحرص عليه أكثر من حرصنا على وطننا وعلى أمتنا، ولايستطيع البشر أن يحرصوا على الغير بأكثر مما يحرصون على النفس. ومن هنا فإننا نقول أنه قد حان الوقت وبسرعة لكي يتحمل غيرنا نصيبه من الواجب بطريقة حازمة وحاسمة. إن مجتمع الدول كله مدعو إلى وقفة

<8>