إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، إلى الشعب حول الوضع السياسي الراهن

        الدول الكبرى كلها على اختلاف مواقفها منا ومن إسرائيل، تعتبر رد إسرائيل على يارنج سلبيا، يعادي  السلام ولا يخدمه. والأمم المتحدة تعتبر رد إسرائيل محاولة لتحطيم جهودها ووجودها من الأصل والأساس. والرأي العام العالمي كله، كما تعبر صحافته بلغات ولهجات شتى، غاضب ناقم، لا يجد لإسرائيل عذرا، ولا لموقفها تبريرا يمكن قبوله.

رابعاً: ثم إن السكرتير العام للأمم المتحدة وجه على أثر ذلك نداء إلى إسرائيل يوم 5 مارس، يطالبها فيه بالاستجابة إلى ما طلبه السفير يارنج بأن تتعهد بالانسحاب من الأراضي المصرية. إلا أن إسرائيل تجاهلت نداء السكرتير العام، لأنها تصر على ضم الأراضي المصرية إليها، والتوسع على حساب مصر كجزء من المخطط الإسرائيلي في التوسع على حساب الدول العربية.

        وتمضي الساعات، وعدونا لا يريد أن يسمع ولا يريد أن يستجيب.

        لقد أخذته خيلاء القوة، واستبدت به نزعات التوسع، ولم يعد يهتم لمبدأ أو قانون أو نظام.

أيها الإخوة

        إن الأزمة، بكل ما بذلنا وبذلته أطراف أخرى، لم تصل إلى حل.

        ولكن من الحق والواجب أن أقول إن مجهودنا خلال الشهر الماضي لم يذهب عبثا، وإنما وصلنا إلى نتائج لها قيمتها الكبرى، وأبرز هذه النتائج هي عزلة إسرائيل الكاملة الآن عن المجتمع الدولي وعن الرأي العام العالمي. وهذا شيء ليس بالهين ولا هو بالقليل.

أيها الإخوة المواطنون

        ونحن نواجه هذه الساعات الهامة من نضالنا، فإنني أريد أن أقف معكم قليلا تجاه موقف الصديق الذي ساعدنا بغير تحفظ ووقف إلى جانبنا بغير شروط، وبذل أكبر الجهود وأكرم الجهود في سبيل تدعيم نضالنا من أجل التحرير. إنني لست في حاجة إلى أن أزيد أمامكم شيئا عن موقف الاتحاد السوفيتي منذ بدأت الأزمة وحتى الآن في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

        إنكم تعرفون جميعا تفاصيل هذا الموقف، بل ترونه رأى العين، وتعرفون له حقه وقدره.

        لقد وقف معنا شعب الاتحاد السوفيتي وقادته وقفة الرجال الشرفاء والمناضلين الثوار. يؤيدون حقنا ويدعمون خطنا بشرف وتصميم.

        ولن ينسى تاريخنا ولا أجيالنا القادمة موقفهم الشريف من قضيتنا العادلة.

        لقد كانوا معنا في أصعب أيام تاريخنا يدعمون كفاحنا من أجل حقنا في السلام القائم على العدل.

<3>