إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، إلى الشعب حول الوضع السياسي الراهن

        والجديد الوحيد الذي أستطيع زيادته على ما تعرفون، هو أن أقول لكم إنني وجدت مناسبا في الأسبوع الماضي أن ألتقي بقادة الاتحاد السوفيتي العظيم، وكان هؤلاء القادة قد بعثوا إلى يقولون إنهم يجدون أن الظرف يحتم إجراء مشاورات بيننا.

        وقررت السفر بنفسي إلى موسكو في غير إعلان. وبالفعل فإنني غادرت القاهرة فجر يوم الاثنين أول مارس وعدت إليها مساء الثلاثاء 2 مارس.

        وخلال يومين في موسكو، فإن الفرصة أتيحت لي أن ألتقي بقادة الاتحاد السوفيتي الأصدقاء بريجنيف وبودجورني وكوسيجين.

        ولقد تحدثنا في كل الأمور، وبحثنا جميع الاحتمالات بصراحة ووضوح وصدق. وعدت إلى القاهرة راضيا تماما عما تم إنجازه، واثقا أن الاتحاد السوفيتي يؤيد حقنا العادل تأييدا مطلقا وتأييدا إيجابيا.

أيها الإخوة

        إننا ندرس مواقع خطانا دراسة كافية، ولن يدفعنا أي استفزاز مهما كان إلى الخروج عن تخطيطنا السياسي والعسكري. ولسوف نمسك في أيدينا بزمام المبادرة ونراقب التطورات ونتصرف وفق ما تمليه علينا مبادئنا وأهدافنا. وأولها مبدأ التحرير وسلامة التراب العربي وحقوق شعب فلسطين.

        ومع إننا نقدر تقديراً عالياً نداء السكرتير العام للأمم المتحدة لضبط النفس وعدم إطلاق النار. إلا أننا نود أن نقرر بوضوح وأمانة للعالم كله، أنه ليس في مقررنا أن نمد وقف إطلاق النار أكثر مما مددنا. وكذلك فإنه ليس في طاقتنا أن نمتنع عن إطلاق النار وقد امتنعنا فعلا ثلاثين يوما.

        من أجل ذلك فإنني أعلن لكم وللعالم قرارنا. إننا لا نعتبر أنفسنا مقيدين بوقف إطلاق النار، ولا بالامتناع عن إطلاق النار.

        وليس معنى ذلك أن العمل السياسي سيتوقف، وأن المدافع وحدها سوف تنطلق. ولكن معناه إننا سوف نراقب وسوف نتابع وسوف نقرر لأنفسنا ما نعتقد أنه واجبنا في زمانه وفي مكانه.

أيها الإخوة المواطنون

        أريدكم أن تعرفوا أن أداءنا لواجبنا ليس ترفا وليس كلاماً. ولقد آثر غيرنا أن يتحدث عن النضال وهو بعيد عن ميدان القتال، وأن يكتفوا بإطلاق الشعارات بديلا عن إطلاق النار. ولكننا لسنا من هؤلاء.

        إننا نعرف ومن الحق أن نعرف معنى قرارنا بالوقوف لأداء الواجب، وأن نعرف أيضاً تكاليف هذا القرار. إن تكاليفه تحسب بالعرق والدم. وليس هناك غير ذلك حساباً للتكاليف.

<4>