إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، إلى الشعب حول الوضع السياسي الراهن

        وفي نفس الوقت، فإننا نطلب إلى الدول الأربع الكبرى أن تواصل متابعتها لأزمة نعتقد إنها بزمانها ومكانها في الصميم من مشكلة السلام والحرب.

        ولعلنا نضيف إلى ذلك أننا نثق في الأمم المتحدة ونثق في سكرتيرها العام ونثق في ممثله الخاص المكلف بتنفيذ قرار مجلس الأمن، ونعتقد في صدق أن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة هي دليل الأمان الوحيد في عالم لا يستطيع أن يواجه كارثة حرب عالمية ثالثة. وإذ نوجه لهؤلاء الأطراف جميعاً ما قلناه. فإننا نتمنى أن يدرك الكل أن هناك حدودا لا نستطيع أن نتجاوزها.

        إننا لم نشترط لحل الأزمة غير شرطين اثنين، الانسحاب من جميع الأراضي التي جرى احتلالها بعد 4 يونيه، والحفاظ على الحقوق الشرعية لشعب فلسطين.

        ولقد وصلنا إلى حد أعلنت فيه إسرائيل أنه لاعودة إلى خطوط 4 يونيه سنة 67.

        وعلينا أن نستنتج من ذلك مايتحتم علينا استنتاجه، وعلينا أن نفهم أيضاً أن الذي لايريد العودة إلى خطوط 4 يونيه سنة 67 لا يخطر بباله خاطر عن الحقوق الشرعية لشعب فلسطين.

        ولكننا بعد كل ذلك وعلى أساس كل ذلك مطالبون بأن يقف كل منا ويؤدي واجبه.

        ومما يدعونا إلى مزيد من الثقة بالنفس والاطمئنان إلى سلامة تصرفنا إننا نمارس نضالنا تجاه ما نواجهه اليوم في إطار أكثر ملاءمة وأصلب أساساً.

        إننا سوف نؤدي واجبنا كاملا، وإن كنا في نفس الوقت سوف نطالب غيرنا بأن يؤدي واجبه على أي نحو يشاء. ولكننا نعتقد أنه ليس من حق أي طرف من الأطراف، سواء على مستوى المجتمع الدولي أو على مستوى مؤسساته أن يتهرب أو يتقاعس، وعلى وجه الخصوص فإننا نطلب إلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تؤدي واجبها ونحن لانلقي عليها عبئاً نحدد نحن مواصفاته، وإنما نحن نطلب إليها أن تفي بما تعهدت به. إن الولايات المتحدة الأمريكية تعهدت لنا مباشرة وخصوصاً في الشهر الأخير بأنها تعارض وسوف تعارض مبدأ الاستيلاء على الأراضي بالقوة.

        ولا تستطيع الولايات المتحدة أن تتهرب من هذا التعهد أو أن تفلت منه.

        ونحن في هذا لا نطلب منها ما هو أكثر من طاقتها، وإنما نطلب مجرد ما تعهدت به أمامنا، وهو فيما نعتقد لا يتجاوز حدود طاقتها إزاء إسرائيل التي تعيش عالة عليها، وتتحدى وتقتل بينما هي تعيش على الحساب الأمريكي مالاً وسلاحاً.

<5>