إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، إلى الشعب حول الوضع السياسي الراهن

        وأريد أن أقرر أمامكم أيضا إنني قمت باتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية وأن المسئولين الأمريكيين على بينة  كاملة من موقفنا بكل وضوح، وتحديد وبكل صدق جاد يقدر تبعات المسئولية.

أيها الإخوة

        إن العدو لن يكف يده إلا إذا كنا في وضع يسمح لنا أن نقطع هذه اليد حيث تمتد. ولكنه مهما كانت قوتنا واستعدادنا، فيجب أن ندرك مقدماً أن العدو سوف ينجح في بعض ضرباته إلينا. إنه لن يتورع، وأقول لكم من الآن. إن كل شيء على أرضنا سوف يكون معرضاً للخطر، ولكن ذلك هو قدرنا نتقبله بشرف النضال وكرامة النضال.

أيها الإخوة المواطنون

        من هنا أعود إلى ما بدأت مصارحتكم به من أننا نواجه اليوم أقوى اللحظات حسماً وأبلغها خطراً. ومن هنا كان حديثي إلى كل فرد منكم في جميع مواقع المسئولية. بل في كل بيت صغير، وفاء لما تعاهدنا عليه من أن نشارك أعباءنا معاً، وأن نعاني يومنا معا من أجل غدنا معا. لا وقت للضياع ولا وقت للكلمات. كل الوقت للعرق، وكل العرق للعمل، وكل العمل من أجل هدف واحد ولا هدف سواه، وهو النصر بعون الله.

        ستكون المعركة شرسة، ولكنها أشرف معارك الحياة. وستكون المعركة طويلة ومريرة، ولكنها قدر الأحرار. ونحمد الله لأن يدنا هي العليا، فنحن يدفعنا إلى الكفاح الثقة والأمل، وقداسة كل حبة تراب في أرضنا. وعدونا يدفعه إلى جنون العدوان الخوف من الهزيمة والخوف من اليأس.

أيها الأخوة المواطنون

        مرة أخرى أقول لكم، إننا نعرف، ومن الحق أن نعرف معنى قرارنا لأداء الواجب وتكاليف هذا القرار. واليوم ونحن نقف على خط واحد وأمام خطر واحد، فإنني أريد مشاعركم كلها، قلوبكم كلها، سواعدكم كلها. أريدها كلها إطارا يحيط برجالكم وأبنائكم من جنود وضباط قواتنا المسلحة. دعاءً ونداءً، أملاً ورجاءً، تحية وإكباراً. إنهم عدة مصر وهم أملها، وهم الأمناء على شرفها وعزة علمها.

        رب اجعل النصر حليفهم، وألهمنا يا رب الحكمة الشجاعة كي نؤدي لك الأمانة. عزة لأرضنا وانتصاراً لحقنا. وأنت رب العزة ورب الحق، القاهر فوق عبادك.

والسلام عليكم ورحمة الله.


<6>