إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات، في أثناء استقباله علماء المسلمين

       إن المعركة التي نخوضها اليوم نعرف نحن جميعاً من تاريخنا أبعادها وجذورها. هي المعركة التي طالما قرأنا عنها ونحن نتعلم في كتابنا الكريم وفي تاريخنا الطويل. معركة بين الحق والباطل، بين الخير والشر والعدوان. ولابد لنا في هذه الظروف من أن نتسلح، كما قلت لكم إلى جانب إيماننا وما يغذينا به هذا الإيمان، من صلابة وثبات وصمود. لابد أن نتسلح بما يتسلح به العصر، وهو العلم.

       وإنني لأنتهز هذه الفرصة لكي أقول لكم، حتى تنقلوا إلى إخوتنا في مشارق الأرض ومغاربها. إن مصر التي عرفتموها صامدة، صابرة، مقاتلة. ستظل بعون الله صامدة وصابرة ومقاتلة، ولن نفرط في حق عربي، ولا أرض عربية مهما كانت المعارك، ومهما كانت الضغوط، ومهما تشكلت أنواع الظلم، أو مهما كانت أسلحة الغدر والخيانة. لن تتخلى مصر، ولن يتخلى شعب مصرعن مسئوليته أبداً.

       أريدكم أن تطمئنوا إخوتنا في المشرق والمغرب على هذا. وإننا أيضاً لن نقبل المساومة على حق شعب فلسطين، ولا على أرض فلسطين. لن نقبل المساومة على الإطلاق، ولكننا قبل ذلك وبعد ذلك، في حاجة إلى زاد معنوي من إخواتنا في المشرق والمغرب. هذا الزاد المعنوي هو أن يحسوا بما في معركتنا، وأن يعيشوا معنا معركتنا.

       نحن في حاجة إلى كل مشاعر الود والحب والإخوة من إخوتنا في مشارق الأرض ومغاربها. بهذا الزاد نحن نسعد، نحن نحس بالدفء في قلوبنا، ونحن ندخل المعركة لكي ندفع الثمن. أياً كان هذا الثمن، لن نخشاه، ولن نتردد فيه بإذن الله. ولكننا، كما قلت لكم، نريد قلوبكم ومشاعركم معنا في هذه المعركة، فستزودنا هذه بزاد معنوي يعيننا في معركتنا التي نحن بصددها اليوم.

       أريد أيضاً أن تنقلوا إلى شعوبكم، وإلى قادتكم، أخلص تحية هذا الشعب، هذا الشعب، الصابر الصامد، المؤمن. أريدكم أن تنقلوا إلى شعوبكم وإلى قادتكم أخلص تحيات هذا الشعب الأخوية، وأخلص تمنياته لكم بالتوفيق، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون لقاؤنا القادم ونحن نحتفل بالنصر إن شاء الله.

       وفقكم الله ورعاكم وأيد خطاكم من أجل بناء مستقبل في كل بلد من بلادنا في مشارق الأرض ومغاربها. مستقبل مليء بكل العزة وكل الكرامة ملئ بكل ما يحمله الإسلام من معان في العزة ، وفي الإيمان، وفي القوة، وفي المنعة، وفي روعة البناء وشموخه. حتى نحقق لأجيالنا المقبلة عزاً وازدهاراً.

والسلام عليكم ورحمة الله.


<2>