إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 مايو 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 104-113"

الوحدة الوطنية

         إن الوحدة الوطنية التى مكنتنا من الاستمرار فى هذا الصراع الرهيب حتى اليوم لابد وأن نستكمل أبعادها، وخاصة وأن المعركة تدق الأبواب من أجل ذلك فإن اشتراك الشعب كل الشعب على اتساع الوقت وامتداده بمختلف فئاته وطوائفه وأفراده فى صياغة القرارات الخطيرة التى تتصل بالمعركة وفى متابعة تنفيذها والرقابة عليها هى الضمان الأكيد لوقوف الشعب كله كالبنيان المرصوص خلف قواته المسلحة الباسلة وهى تتأهب لخوض معركة المصير، وليس هذا اليوم ببعيد من أجل ذلك- أيها الإخوة- أعود فأقول إن الوحدة الوطنية هى صانعة ثورة 23 يوليو ماسبقها من ثورات على طوال تاريخنا، والوحدة الوطنية هى اللى مكنتنا من الصمود طوال التسعة عشرة عاما الماضية ضد مختلف المؤامرات الاستعمارية وألوان الضغوط السياسية والاقتصادية وأشكال الحرب النفسية، بل هى التى هيأت لنا قبل كل شيء، وفوق كل شيء، الصمود الرائع فى أعقاب هزيمة 67 وعبرت عن ذاتها كما سبق أن ذكرت فى أروع صورة يومى 9 و 10 يونيو. ما أذهل أعداءنا من المستعمرين والصهاينة، اعتقد أننا لم نكن فى حاجة فى يوم من الأيام إلى هذه الوحدة الوطنية قدر حاجتنا اليوم، ولعل جهدنا أيضا من أجل تأكيد هذه الوحدة جزء لايتجزأ من جهدنا العسكرى من جهدنا من أجل ابنائنا الذين يخوضون المعركة العسكرية. أشرف وأعنف معركة من أجلنا جميعا ومن أجل أجيالنا المقبلة.

معركة حياة

         لقد قال جمال ومن ورائه أردد أيضا ان الشعب هو المعلم وهو القائد وهو الخالد أبدا وان الشعب وهو صاحب هذا وان الشعب هو صاحب هذا البلد وهو الذى سيخوض مع قواته المسلحة معركة حياة، بكل مسئولياتها وما تفرضه من تضحيات، وإذن فليس من حق أى فرد أو جماعة مهما كان هذا الفرد أو تلك الجماعة أن تزعم لنفسها قدرة منفصلة عن قدرة هذا الشعب أو أن تدعى لنفسها موقعا تستطيع أن تفرض من خلاله رأيها على جموع الشعب أو أن تتستر وراء شعارات أو مناورات تحاول أن تشكل من خلالها مراكز قوة تفرض منها وصايتها على الشعب بعد أن أسقط هذا الشعب مع جمال كل مراكز القوى ليبقى الشعب وحده سيد مصيره.

         قبل أن أختم حديثى أريد أن أقول لكم أن تفخروا بقواتكم المسلحة. لقد اجتمعت ستة اجتماعات مع قادة قواتنا المسلحة كلهم، الذين سيدخلون، والذين سيعبرون، والذين سيخططون، وبودى لو استطعت أن أضع أمامكم صورة ستفخرون بها ولكن فلنتركها إلى أن تتم المعركة، لأن وراء الصورة  بطولات. ورجولة وتضحية وفداء يفوق كل شيء فى صموده فى أبناء قواتكم المسلحة وقد أبلغتهم بثقتكم فيهم، أبلغتهم وهم يسمعوننى الآن وأبلغتهم بأملكم فيهم.

         كونوا صفا واحدا من ورائهم ولنقف في المرحلة المقبلة صفا واحدا خلف قواتنا المسلحة بقلوبنا بحبنا بمشاعرنا باحساسنا، بكل ما نملك..

حرية الوطن.. وحرية الانسان

أيها الإخوة..

         نحن سائرون فى طريقنا بوحدة شعبنا وأمتنا، بإلهام شعبنا وأمتنا، بطاقات شعبنا وأمتنا، لقد رفضنا التبعية ورفضنا الوصاية وصممنا على الحرية وحاربنا في سبيلها، حرية الوطن وحرية الإنسان، حرية تحالف قوى الشعب العاملة، الحرية الاقتصادية والحرية السياسية، مكاسب الفلاحين والعمال والحفاظ على روح الديمقراطية لا عودة لسيطرة رأس المال والاقطاع أبداً، ولا قبول بأى شكل من أشكال الإرهاب الفكرى الذى يقمع حرية الرأى.

         إن شعبنا بعون الله وبتوفيقه سوف يخرج من هذه الأزمة، سوف يخرج منتصرا وعزيزا، سوف يخرج بعون الله قويا مرفوع الرأس واثقا من نفسه واثقا بمبادئه، وراسخ الايمان أكثر وأكثر بقيم نضاله وبأسلوبه فى الكفاح العربى من أجل هذه القيم.

أعلام الحرية

         إن أعلام الحرية لم تسقط على هذه الأرض العظيمة الطاهرة أبداً، إن أعلام الحضارة لن تتراجع، إن أعلام التقدم لن تتوقف وستكون أقوى وأقوى بإذن الله وأعلى وأعلى بإذن الله، كذلك تقول لنا تجربتنا مع التاريخ، والتجربة مع التاريخ هى الدليل على المستقبل وصدق جمال حين قال فى خطاب الوداع، آخرخطب له "نحن نسير نحو هدفنا وهو تحرير الأرض المحتلة وحركتنا نحو تحقيق هذا الهدف ليست حركة مقيدة إنما هى حركة مفتوحة تلزم نفسها بالمبادئ الأساسية لنضالنا".

         وفقكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله.


<10>