إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 مايو 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 104 - 113"

يد تبني.. ويد تحمل السلاح

أيها الإخوة..

         إن البناء لم يشغلنا عن المعركة، ولا المعركة تشغلناعن البناء وفى الحقيقة فإن المعركة هي من أجل البناء، كما أن البناء هو من أجل المعركة. ولو أننا سمحنا للجزء المحتل من أرضنا أن يشغلنا عن مواصلة التقدم الذي نبنيه، إذن فإننا نكون قد حققنا للعدو ما أراد.. كذلك لو أننا كرسنا كل همنا لمواصلة التقدم والبناء فقط  ونسينا الأرض المحتلة إذن فإننا على نحو أو آخر نكون قد حققنا للعدو ما أراد.. علينا أن نتقدم فى الميدانين معا. ذلك هو الدرس الذى علمه لنا جمال عبد الناصر حين عبرعنه بكلمته الشهيرة " يد تبنى ويد تحمل السلاح وتقاتل "..

         إن ذلك هو تاريخ شعبنا كله، وذلك هو تاريخنا مع الثورة منذ قادها جمال، لم تتوقف معاركنا لبناء الحياة، ولم تتوقف معاركنا للدفاع عن الحياة، وان كان أن يجب ان نسلم اننا الآن نخوض أعنف معاركنا فى الدفاع عن هذه الحياة، ولذلك فاننا فى نفس الوقت يجب أن نخوض أقوى معاركنا لبناء الحياة.

أيها الإخوة..

         ان وجه الحقيقة لايخفى ولا يمكن ان تغطى عليه سحب الدخان التى تطلقها الدعايات ولا ألاعيب المناورات السياسية ولا حكايات الدبلوماسية الهادئة أو الصاخبة.

اختبارالنوايا

أيها الإخوة..

         حين أتحدث عن الموقف الخارجي، أقول فى مثل هذا اليوم من سنة فى العام الماضي، فى يوم أول مايو سنة 1970 ومن مكان يماثل هذا المكان، وبعد مرور سنوات ثلاث، لم نتوقف فيها لحظة واحدة عن القتال. سمعتم بطل هذه الأمة وشهيدها جمال، يبدأ محاولة واسعة لاختبار النوايا وفرصة أخيرة للحل السلمى قبل أن تصل الأزمة إلى حد الانفجار الشامل، الذى لا يقتصر أثره على الشرق الأوسط وحده، وانما يهز الدنيا كلها، فى مثل هذا اليوم من العام الماضي، وجه جمال نداءه الى ريتشارد نيكسون يطلب شيئين:

         أولا- أن يطلب الرئيس نيكسون من إسرائيل الانسحاب أو اذا لم يستطع ذلك الرئيس نيكسون- وفى نفس كلام عبد الناصر- وسوف نصدقه مهما كانت أراؤنا فعلى الأقل يوقف دعمها وامدادها بالسلاح..

          وسارت الأمور والمعركة ليست جبهة القتال فقط وإنما المعركة متعددة الجبهات..

         حينما أصدر الرئيس جمال هذا النداء، فى العام الماضي فى مثل هذا اليوم تماما، كان رد أمريكا بعد شهر أو أكثر، هو ما سمى بمبادرة روجرز، وكانت مبادرة روجرز تقوم على أن تنسحب إسرائيل وعلى أن يوقف القتال لمدة ثلاثة شهور يتم فى أثنائها عن طريق يارنج ممثل الأمم المتحدة الاتصالات لحل القضية على أساس قرار مجلس الأمن الصادر فى نوفمبر 1967 واللى احنا وافقنا عليه قبل كده.. وافقنا على مبادرة روجرز، وقلنا طيب حنشوف، اسرائيل فوجئت بموافقتنا على مبادرة روجرز.. لكن كان قبلها واقع لها على الجبهة 12 طيارة فانتوم من اللى كانت متصورة انها حتملك بها الجو، وقبلها كانت حرب الاستنزاف ماشية..

         لكن اسرائيل مش عايزة تسلم بالانسحاب.. لما فوجئت بموافقتنا على مبادرة روجرز، ووافقت، ووقف القتال فى أغسطس 1970 ابتدت تدورعلى الطريقة اللى تتخلص بيها من المبادرة كلها علشان ماتنفذش الانسحاب، لأن سياسة إسرائيل زى ما احنا كلنا عارفين قايمة على اكتساب الأرض والتوسع وفرض شروط إسرائيل على الأمة العربية..

         اترددت أمريكا الأول شوية، للانصاف خلينا منصفين. اترددت أمريكا الأول شوية إنها تمشي ويا إسرائيل لما اسرائيل ابتدت تقول مصر نقضت اتفاقية وقف اطلاق النار ودخلت صواريخ جديدة، طيب هي الصواريخ اللى وقعت الـ 12 فانتوم قبل وقف اطلاق النار كانت فين؟.. مش كانت هناك قبل وقف إطلاق النار.. اترددت زى ما قلت لكم أمريكا شوية، لكن رجعت لخطتها القديمة وسايرت إسرائيل، تدعيم إسرائيل. تأييد إسرائيل. وابتدت تملى العالم كله إننا نقضنا اتفاق وقف إطلاق النار. بأننا دخلنا صواريخ لمنطقة القناة، صواريخ جديدة. وعلى ذلك احنا اللى نقضنا المبادرة ما هياش إسرائيل. الحكاية كلها سبب وحجة، علشان إسرائيل تنفد من تنفيذ التعهد اللى فى مبادرة روجرز واللى بينص صراحة على الانسحاب.. وأيدتها أمريكا..

رحيل القائد

         فى هذه الأثناء، فى هذه الظروف الأليمة، وفى هذه الظروف بالذات مات جمال.. أمريكا ظنت إننا مش حنقدر نكمل، وإن جبهتنا وشعبنا حينقسم على نفسه، وقيادة جمال الخالدة الضخمة الرائعة دى، ستترك وراءها فراغ لن يملأ أبدا، فانتهزوا الفرصة وبدأوا علينا ضغوط شديدة، قالوا فى العالم كله إن مصر نقضت وقف إطلاق النار، واسرائيل قالت أبدا أنا ما اتصلش بيارنج ما هو المبادرة فيها إن إسرائيل لازم تتصل بيارنج. علشان تنفذ قرار مجلس الأمن وتنفذ الانسحاب. ما اتصلتش بيارنج أبدا، والكل بره قعد مستنى يشوف مصر حتعمل إيه ومصر حيرسي حلها على إيه..

القضية والأمم المتحدة

         زى ما انتو عارفين ماكانش لسه مضى على وفاة جمال 40 يوم اجتمعت بالأجهزة بتاعتنا وباخواننا واتفقنا ان احنا ننقل   

<2>