إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في عيد العمال، 1 مايو 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ص 104 - 113"

والبناء الجاد على أساس العلم، وبدأ البناء من أجل الوطن، ومن أجل السيادة، ومن أجل الكرامة القومية.. النهارده. الاتحاد السوفييتى قوة من قوتين كبار. وصل إلى القمر، ووصل إلى التكنولوجيا، ووصل إلى كل ما لا يخطر على عقل بشر. أنا قلت في مجلس الوزراء.. وبقول وباشهدكم كشعب الجمهورية العربية.. كشعب مصر.. وباشهدكم إن المعركة مش أبداً المعركة العسكرية بس.. لا.. لا.. ده جانب من جوانب المعركة.. المعركة لابد من بناء الدولة الجديدة. وفى يقينى أن دولتنا الجديدة عشان تتبنى لازم تقوم على مبدأين اثنين متلازمين. العلم والإيمان، بمعنى إنه لما آجى أسلح قواتى المسلحة مقلوش روح حارب وأديله أى سلاح وأقول له لو موت حتروح شهيد، لا، لازم أدى له أحدث أنواع السلاح، لازم أزوده بإلكترونات العصر، لازم أعيش العصر اللى إحنا عايشين فيه، متخلفش، ميبقاش العدو بتاعى عنده حرب إلكترونية، وأنا أسيب إبنى يواجه هذا بدون حرب إلكترونية، ده بناء الدولة، لازم أزوده بعد ما أديله الاليكترون فى إيده، وبعد ما أحطه على أعلى مستوى من العلم فى العصر بالجهد والعرق اللى نبذله كلنا، بقول له روح حارب ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، يا ابنى، لكن مانظلموش، بنموت وأقول له: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، فزى ما قلت بناء الدولة على أساسين: العلم والايمان، هنا نرجع تانى أذكر فضل لازم ذكره ولازم اكرره أمامكم بحكم مسئوليتى التاريخية. احنا دخلنا عصر الالكترونات. الحرب الاليكترونية دخلت جيشنا، الاتحاد السوفيتى إداها لنا.. لو احنا قعدنا نعمل أبحاث عشرات السنين كنا حنوصل، بس بعد عشرات السنين، ويكونوا سبقونا هما بعشرات غيرهم لا.. إدانا الاتحاد السوفيتى، دخلنا هذا العصر لازم أقر بفضل من له فضل. حقيقة لكن زى ما قلت لكم ليس الجانب العسكرى فقط.. هو المطلوب.. فيه العلم، وإنما مطلوب بناء الدولة الجديدة، في كل فروعها فى الزراعة، فى الصناعة، فى الاقتصاد، فى المصالح، فى كل شىء، فى المؤسسات، على أساس العلم والايمان عشان ماننساش الايمان أنا بحطه لأنه سلاح جربناه، يوم 9 و10 واحنا عزل من كل شيء إلا الايمان، وصمدنا، جربناه في نوفمبر 56 وطيارات فرنسا وانجلترا واسرائيل بتهجم فى سينا، وطيارات فرنسا وانجلترا بتضرب هنا، وشعبنا كله فى الشارع.. الطيارات والغارات فوق والشعب فى الشارع حوالين جمال، ده جاى منين، إيمان.. العلم والايمان، يعتبر إنه مسئوليتنا فى المرحلة اللى جاية، هو بناء الدولة الجديدة لأننا لو تخلفنا تانى أو لوغمضنا عينا تانى حيجرى اللى جرى فى 67، وده لانسمح بيه أبداً مش على المستوى العسكرى زى ما قلت لكم بس. ده جانب من جوانب المعركة .

القوانين الجديدة

         وإنما كل فروع الحياة.. لابد أن تنبنى فيها الدولة العلمية القائمة على العلم والايمان، بنتطلع بعد ما دخلنا الدولة الجديدة فى الاتحاد، واحنا اليوم فى اتحاد الجمهوريات العربية بنتطلع لما أحسيته من جماهير كتير من شعبنا عشان ما تلتبسش الأسماء، وبعد ماحفظنا بشرف وبأمانة وبنضال وبعرق وبجهد على اسم الجمهوريات العربية المتحدة، ان احنا نعود الى اسم جمهورية مصر العربية، ده بيقتضي تعديل دستورى ولكن فى الميثاق بافكر وباعرض تفكيرى عليكم وانتم الأصل، الشعب هو الأصل فى كل شيء. لن ننتهز هذه الفرصة ونضع دستورنا الدائم، ليه ما نحطش دستورنا الدائم ونضع دستورنا الدائم اللى بيحدد كل شيء فى حياتنا، وحتى يوضح ملامح مجتمعنا اللى جاية وبناؤه  وضماناته وحدوده، وبافكر فى المرحلة المقبلة إن شاء الله إنى أجهز في هذا ما أستطيع أن أعرضه على الشعب، فى ناحية أخرى أريد إني أقرر أمامكم، والثورة فى يولية اللى جاى إن شاء الله حاتتم 19 وتكون داخلة السنة العشرين، لابد من أن نقنن الثورة، احنا مش فى حاجة الى اجراءات استثنائية أبدا وأنا بقرر أمامكم إنه برغم كل اللى وقع رغم المعركة الى احنا فيها والكارثة اللى حلت بينا بموت جمال وظروف الحرب وكل ما نعيش تحته من حرب نفسية وضغوط استعمارية وكل اللى بتسمعوه. عايز أقرر أمامكم إنى إلى هذا اليوم لن ألجأ إلى إجراء استثنائى واحد بل على العكس كل الاجراءات الاستثنائية ابتدينا نحلها كلها، علشان نخلى القضاء هو المرجع اللى هو عملية تقنين الثورة. كل شيء بقانون. وكل انسان، وكل اجراء. وحماية مجتمعنا الاشتراكى، لابد إذا لم تكن قوانيننا كفيلة بحماية مجتمعنا الاشتراكى، لازم ننسف هذه القوانين، ونحط القوانين الجديدة اللى تحمى مجتمعنا الاشتراكى.

مسئولية القيادة

كلمة أخيرة أيها الإخوة..

         أريد أن اتحدث بكل وضوح لكم عن تحديد مسئولية القيادة فى تحديد القرار السياسي.. وهنا أذكر قول جمال: قال جمال أنا مسئول أمام الله، مسئول أمام الشعب، مسئول أمام نفسي مسئولية ضمير لأننى مسئول عن كل ما يحدث، ومسئول عن كل عملية تحصل باعتبارى رئيس جمهورية، انتخبه هذا الشعب فى فترة حرجة وفى مرحلة تطور كبيرة من مراحل الحياة.. دى كانت كلمات جمال، واليوم يشرفنى أن أقرر أمامكم أن اختيار الشعب المصرى لى كرئيس الجمهورية كان بمثابة عهد بين الشعب وبينى بأن نصون معا الوحدة الوطنية وأن ندعمها إعدادا وانطلاقا لمعركة المصير. ولقد تلقيت العهد باقتناع وامتنان، ووفيت، وسأظل بعون الله وفيا ما ظللت فى موقعي هذا الذى أرادنى الشعب أن أكون فيه، ورغم أننى توليت رئاسة الجمهورية فى ظرف تعرفون وتقدرون مدى تعقيدها وصعوبتها وجسامة المسئولية فيها. وبالرغم من أن فقد معلمنا وزعيمنا جمال زاد من هذا التعقيد وتلك الصعوبة.. وبالرغم من الظروف الاستثنائية التى تمر بها بلادنا والتى لم يعرف لها تاريخنا مثيلا.. بالرغم من كل ذلك فقد حرصنا أشد الحرص حتى اليوم على ألا ألجأ إطلاقا إلى أى إجراء استثنائى بل إننى أكثر من ذلك حرصت على الغاء وتصفية الاجراءات الاستثنائية التى اقتضتها مسيرة الثورة ايمانا منى بأن وعى شعبنا وتمسكه بثورته من جهة، ومن جهة أخرى لايمان عميق بضرورة تقنين الثورة وسيادة القانون.. لست أدعى اننى وصلت فى هذا الاتجاه الى نهاية الطريق الذى صممت عليه، ولكنى مطمئن الى أننى وضعت قدمى على بدايته.

<9>