إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب السيد أنور السادات في مجلس الأمة إثر إعلان ترشيحه لرئاسة الجمهورية

خطاب السيد أنور السادات، رئيس الجمهورية العربية المتحدة المؤقت
في مجلس الأمة على إثر إعلان ترشيحه من قبل المجلس لرئاسة الجمهورية

القاهرة، 7 أكتوبر 1970
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 8 أكتوبر 1970

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة

         لقد جئت إليكم على طريق جمال عبد الناصر، وأعتبر أن ترشيحكم لي بتولي رئاسة الجمهورية، هو  توجيه بالسير على طريق جمال عبد الناصر، وإذا أدت جماهير شعبنا رأيها في الاستفتاء العام "بنعم" ، فإنني  سوف أعتبر ذلك أمرا بالسير على طريق جمال عبدالناصر، الذي أعلن أمامكم بشرف إنني سأواصل السير فيه على أية حال، ومن أي موقع. إن الأيام الماضية في حياتنا كانت أيام حزن عظيم. ولكن هذه الأمة الخالدة استطاعت بصمودها الفذ أن تحول مشاعر حزنها العظيم  إلى طاقة قوة عظيمة، فخرجت من كل ما عانت بأسرع مما قدر أحد، وقررت وصممت وحسمت فى عبارة واحدة شاملة قاطعة، قائلة في نفس واحد طريق  جمال عبدالناصر.

أيها الأخوة

         لقد كنت أفكر طويلا خلال الأيام الأخيرة  فيما يمكن أن نقوم به في مواجهة ما قضت به إرادة الله عز وجل. ولقد وضعت لتفكيري كله قاعدة واحدة هي أن أبدأ كل تصرف بسؤال محدد هو: ماذا كان يطلب منا لو أنه كان ما زال بيننا، وكنت على ضوء معرفتي به، رفقة ثلاثين سنة وزمالة نضال وراء معركة بعد معركة، وفهم صديق لصديق. كنت أقدر الخطى والمواقع، باحثا على هذا النحو ومستلهما. ولو كان جمال عبدالناصر بيننا هذه اللحظات لقال لا تحزنوا ولكن تحركوا، لا تقفوا ولكن تقدموا، لا تترددوا ولكن أكملوا الطريق. وذلك ما فعله شعبنا العظيم، وذلك ما فعلته تعبيرا عن  كل المؤسسات السياسية والدستورية التي تمثل سلطة الشعب.

أيها الأخوة

         إنني لست بحاجة إلى أن أطيل عليكم في وصف معالم طريق جمال عبد الناصر، فأنتم تعرفون، وشعبنا يعرفه، وأمتنا العربية تعرفه، والدنيا بأسرها تعرفه. إنه طريق طويل بمسافة آمالنا، وهو طريق شاق بمقدار ما

<1>