إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب السيد أنور السادات في مجلس الأمة إثر إعلان ترشيحه لرئاسة الجمهورية

نواجه من خطر. وآمالنا على الأفق عريضة، والخطر من أعدائنا واصل إلى احتلال بعض من ترابنا الوطني المقدس.

         وأريد أن أحدد أمام حضراتكم مجموعة من النقاط أرى لها أهمية خاصة قبل أن نصل إلى مجمل طريق  جمال عبد الناصر. هذه النقاط ذات الأهمية الخاصة هي كما يلى:

أولاً: إننا مطالبون بالدرجة الأولى، وبكل الوسائل، بمواصلة النضال من أجل تحرير كل الأرض العربية المحتلة في عدوان سنة 1967، وهي القدس العربية وغزة والضفة الغربية للأردن والمرتفعات السورية وصحراء سيناء المصرية، وذلك مع الحرص الكامل على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى استمرار نضاله في سبيل أرضه. ومن أجل مصيره والضمان الحقيقي لهذا الهدف المشروع من نضالنا يتمثل في مطلب أساسي  واحد، هو تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة المصرية لتكون حماية للسلام القائم على العدل، أو أداة لفرضه.

ثانياً: إننا مطالبون بمواصلة النضال من أجل وحدة الأمة العربية، وإن متناقضات هذه الأمة وتأزمها طبيعي في مرحلة الماضي التي تعيشها الأمة لايجب له أن يلهينا عن جوهر الحقيقة التي طالما نادى بها وعمل من أجلها جمال عبد الناصر، وهو إننا أمة واحدة تاريخها واحد ونضالها واحد ومصيرها واحد.

ثالثاً: إننا مطالبون بتحديد أعداء أمتنا تحديدا لا شبهة فيه. وأعداؤنا هم إسرائيل والصهيونية الدولية والاستعمار العالمي.

         ونحن في صراع مصيري معهم جميعا، وهو صراع لا يستهدف الغزو، ولكن يطلب الأمن. لا يستهدف السيطرة ولكن يطلب الحرية. لا يستهدف الحرب للحرب، ولكن يطلب السلام كما يجب أن يكون السلام.

رابعاً: إننا مطالبون بالتمسك بسياسة عدم الانحياز. ولكن سياسة عدم الانحياز كما علمنا جمال عبد الناصر ليست موقفا سلبيا وإنما سياسة عدم الانحياز على طريقته هي انحياز لاستقلالنا وانحياز لحريتنا وانحياز للسلام وانحياز للتقدم.

         وبالتالي فهي سياسة تصد للأخطار التي تهدد هذه القيم كلها، وإن صداقتنا الخاصة مع الاتحاد السوفيتي وشعوبه العظيمة ووراءه مجموعة الشعوب الاشتراكية الكبيرة لتتسق اتساقا كاملا مع سياسة عدم الانحياز، وهي تطبيق عملي وواقعي لشعار من أبرز شعارات قائدنا العظيم، وهو القائل: " نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا ".

<2>