إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب السيد أنور السادات في مجلس الأمة إعلان ترشيحه لرئاسة الجمهورية

خامساً: إننا مطالبون دواماً بأن نذكر ولا ننسى أننا جزء من حركة التحرر الوطني العظيمة باتجاهها التقدمي الاشتراكي، وإننا جزء من حركة التقدم العالمي الضخمة، وإننا بشعبنا وأمتنا تيار حضاري مؤثر يعطي ويأخذ ويفعل ويتفاعل.

سادساً: إننا مطالبون أولاً وأخيراً بالحفاظ على المكاسب الاشتراكية التي تحققت لجماهير قوى شعبنا العامل، وبالمضي في هذا الطريق الذي رسمه وحدده لنا قائدنا جمال عبد الناصر وترجمة أمينة لآمال جماهير الشعب  العامل وحتمية مصير ووجود.

أيها الأخوة

         بعد هذه الملاحظات، أجيء على مجمل طريق عبد الناصر، ولن تسمعوا فيه مني جديداً، وكل ما أفعله فيه هو أن أؤكد عهداً. إنني جئت معي إلى هذا المجلس بوثيقة واحدة أودعها فيه وأمشي قائلاً لكم هذا برنامجه  وهذا برنامجي أيضاً، لأنه إرادة الشعب. إننى أودع في هذا المجلس بيان 30 مارس، فذلك آخر برنامج متكامل قدمه جمال عبد الناصر لأمته وصدقت عليه جماهير شعبه في استفتاء عام حر، واعتمدته طريقاً للنضال وامتداداً عضوياً للميثاق على ضوء الظروف الطارئة التي واجهت نضالنا ابتداء من يونيه سنة 1967.

         إن بيان 30 مارس يمثل في هذه المرحلة وحدة أمتنا، ونحن في حاجة إلى هذه الوحدة. وبيان 30 مارس يمثل في هذه المرحلة أهدافنا الواضحة، ونحن في حاحة إلى وضوح الهدف. وبيان 30 مارس يمثل في هذه المرحلة إرادة شعبية تعلو أي إرادة غيرها. وبيان 30 مارس تجسيد لإرادة شعبية لا يرقى إليها شك. وفوق ذلك فإن بيان 30 مارس امتداد عضوي للميثاق وهو العلامة التي كتبها جمال عبد الناصر بنفسه على رأس طريقه.

أيها الأخوة

         لكنني أود أن أضيف شيئا إلى ذلك، وأقول لكم بأمانة الإحساس بالمسئولية، ذلك أن العمل من أجل تطبيق برنامج 30 مارس في وجود جمال عبد الناصر شيء، والعمل والتطبيق في غياب جمال عبد الناصر شيء آخر.

         إن جمال عبد الناصر كان بطلاً تاريخياً، والبطل لا يصنع ولكنه يولد من ضمير أمته. ولهذا فإن قدرته لا يمكن أن تقاس بما تواضع عليه الناس من معايير.

<3>