إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



بيان الرئيس أنور السادات، إلى الأمة عن برنامج الاتحاد الاشتراكي وأسس العمل الوطني، 10/6/1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص 166 - 169"

باسم الله..

         أيها الإخوة المواطنون..

         إن الواجب يدعوني أن أعود إليكم ونحن نواجه مسئولية إعادة البناء السياسى بمختلف تنظيماته الشعبية ليكون الطريق واضحا أمامكم وأمامى، كما أردنا له سويا أن يكون.. وسيكون الطريق واضحا - بمشيئة الله - طالما نحن متمسكين بمبادئنا وقيمنا، ونصون كفاح شعبنا، ونتجنب المزالق التى حرفت مسيرة الثورة..

         إننا ونحن نعيد تشكيل منظمات الاتحاد الاشتراكى العربى من القاعدة إلى القمة وبقية المنظمات الشعبية عن طريق الانتخاب الحر المباشر. أرجو أن يكون واضحا أمامنا - أيها الإخوة - منذ الآن:

  • إن تنظيمنا السياسي ليس فيه مكان للرجعية التى عزلها الشعب عن تحالفه..
  • وإن تنظيمنا السياسي ليس فيه مكان للذين وقفوا موقف العداء لخط عبد الناصر..
  • وإن تنظيمنا السياسي ليس فيه مكان لمن نبذتهم الثورة خلال مراحل تطورها حماية لمسيرتها وتأمينا لاستمرارها..
  • وإن تنظيمنا السياسي ليس فيه مكان لأعداء الاشتراكية والتحول الاشتراكى..
  • وان تنظيمنا السياسي ليس فيه مكان للانتهازيين أو العابثين أو المتمردين أو المفسدين أو مدعي الحقوق المكتسبة أو الموروثة أو المتعالين على الشعب أو المتآمرين على سلامة الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية.
  • إن تنظيمنا السياسى هو تنظيم لقوى الشعب العاملة صانعة الثورة وصانعة الاشتراكية وصاحبة المصلحة فى الثورة وفى الاشتراكية..
  • إن تنظيمنا السياسي ينبع من جماهير 9 و10 يونيو و15 مايو، وهو خادم هذه الجماهير..
  • إن تنظيمنا السياسي هو تنظيم الأحرار المؤمنين الشرفاء المخلصين للثورة وقضية الشعب العامل.
  • وشعبنا قادر باستمرار أن يخرج من كنوزه الثمينة قياداته الواعية المخلصة التى يؤمن بها وتؤمن به  والمستعدة لان تقف بحزم ووعي ثوريين لكل متآمر منافق أو متاجر بالشعارات، وهي القيادات القادرة على أن تضع من الاجراءات وأن نبدع من أساليب ذلك ما يحول دون حدوث ما حدث مرة أخرى.

ذلك هو منطق المعركة التى نخوضها ومنطق الحياة التى نريدها، ولا منطق سواه..

         أيها الإخوة المواطنون:

         إننا لا نبدأ من فراغ، إنما نبدأ من تراث ثورتنا المجيدة، الثورة الام: ثورة 23 يوليو، التى مكنت الشعب المصرى من أن يعيد اكتشاف ذاته، وأن يتعرف على الامكانيات الهائلة الكامنة في بنيانه ولقد فجرت ثورة 23 يوليو طاقة شعبنا الجبارة، طاقة صمدت أمام مختلف الضغوط الاستعمارية، وأرست تلك الاسس الوطيدة للعمل الوطني التى أصبحت جزءا من تراث الانسانية، تتسلح به بعض الشعوب فى نضالها العادل ضد الاستعمار والاستغلال.

         إن الشعب المصرى البطل الذى أرسي هذه الدعائم، بقيادة زعيمه الخالد جمال، لن يسمح لاحد أيا كان أن يمسها أو أن يحرف مسيرته بعيدا عنها.. إنها خلاصة فكره وتجربته، وخلاصة عرقة ودمه على مر الاجيال، بناها من خلال نضاله الطويل تصحيحا لماضيه، وتعبيرا عن حاضره، وتصورا لمستقبله.

قوة الشعب

         إن شعب 23 يوليو الذى قضى على تحالف الاستعمار والملكية والاقطاع والرجعية. هو نفسه الشعب الذى أصدر قوانين يوليو المجيدة، وصاغ الميثاق، واختار بحزم واصرار طريق التحول الاشتراكى، وهو نفسه شعب 9 ، 10 يونيو الذى رفض الهزيمة وصفى بعدها مراكز القوى، التى ظهرت إذ ذاك، والتى وصفها الزعيم جمال فى بيان 30 مارس بأنها " وقفت في طريق عملية التصحيح، خوفا من ضياع نفوذها، ومن انكشاف ما كان خافيا من تصرفاتها، وكان ذلك لو ترك وشأنه كفيلا بتهديم جبهة الصمود الشعبى".. وهذا الشعب هو نفسه شعب 15 مايو الذى قام ليضرب مراكز القوى الجديدة التى فرضت على المواطنين أساليبها البوليسية القذرة، والتى عرضت صالح البلد فى لحظة من أحرج  لحظات تاريخه للخطر، والتى أوغلت فى كبت حريات الناس واذلال المواطنين، بحجة الاشتراكية، والاشتراكية منها بريئة، وبحجة الناصرية. والناصرية منها بريئة...

         إن هذا الشعب المعلم قد أخذ يثبت المرة بعد المرة أنه مصمم بوعى على أن يمسك دائما مصيره بيده، وعلى أن يضرب بحزم وقوة من تسول له أحلامه أن يفتت وحدته، التى هى سلاح معركته، وعماد حاضره ومستقبله، وكل من يحاول أن يسلب مكاسبه أو يتاجر بها، كل من يحاول أن يحرف مسيرته عن طريق الثورة، طريق المستقبل، وكل من ينال من سلطة تحالف قوى الشعب العامل، وكل من يعوق قيادة هذا التحالف لمعركة التحرير وعملية البناء الاشتراكى.

         إن هذا الشعب اذ يعيد اليوم بناء تنظيمه السياسي من القاعدة إلى القمة بطريق الانتخاب الحر، إنما يقوم بهذه المهمة كضرورة ثورية حتمتها المرحلة الجديدة من مراحل نضاله التى تضعه الآن وجها لوجه أمام المعركة، وهو يقوم بها مدركا ادراك المناضلين الواعين الذين لا يشغلهم الخاص عن العام، ولا يلهيهم الحاضر عن المستقبل. أن مصير بلده العظيم، "مصر" رهن بمدى تمسكه بالأسس التالية والدفاع عنها:

  • المعركة أولا، والمعركة ثانيا، والمعركة أخيرا .. والتحدي الموجه إلينا تحد مادي ووطني، قومي مصيري، لا نستطيع أن   

<1>