إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات في افتتاح الدورة الأولى للمؤتمر القومي الثاني للاتحاد الاشتراكي العربي في 23 يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، 1980، ص 182-193"

         الشعب فى 9 و 10 يونيو خرج ما طلعوش الاتحاد الاشتراكى: ما طلعوش مجلس الأمة، ما طلعتوش أى جبهة، وأنما الشعب الأصيل بنقائيته، بصلابته، بتاريخه، بعمره 7000-8000 سنة: بتقاليده اللي قضى على كل المستعمرين اللي جم، ودابوا فيه، من كل الألوان والأجناس وما دابش فى حد، بأصالة شعبنا، طلع 9 و10 وهو أعزل لا يملك شيء: 80% من أسلحتنا ضاعت، زى جمال ما قال هنا، على هذا المنبر، ما كانش فيه عسكرى من السويس للقاهرة..

         ورغم هذا طلع الشعب المصرى فى 9 و 10 وقال لجمال: ابق مكانك، لا أسلم بالهزيمة، ولا يمكن أن تقهر إرادتى كشعب..

         ده اللى حصل: دى الثورة، علشان كده النهارده، وأنا باتكلم لكم كممثلين للشعب، جئتم بالانتخاب الحر المباشر، وبلا أدنى تدخل وبإرادة الشعب الحرة، عايز أقول لكم. الفقرة اللى قالها عبد الناصر على هذه المنصة، فى مثل هذا اليوم، يوم 23 يوليو سنة 1967، فى عز أوقات الظلام واليأس والهزيمة والألم، قال ايه عبد الناصر هنا، فى هذه القاعة، ومن هذه المنصة؟ قال:

         لقد كان رأيى وسوف يظل رأيى دائما، أن النجاح الأكبر الذى تستطيع ثورة 23 يوليو أن تحققه، يتأكد فى حياة الشعب المصري. ويبقى عندما تذوب الطلائع الثورية، الطلائع الثورية التى تحملت بمسئوليتها، مسئولية الثورة، عندما تذوب فى حياة مدنية أوسع منها، ده يكون النجاح الأكبر لثورة 23 يوليو.

إن جيلنا قدم قيادات لفترة التحول الكبير: ولابد لأجيال أخرى أن تتقدم وأن تقود..

         وأهم من ذلك أنه يوجد النظام الديموقراطى الذى يكفل تجدد القيادات المعبرة دائما عن مطالب قوى الشعب العاملة وآمالها، والقادرة على الاحساس بمشاكلها فى كل مرحلة من مراحل التطور وحلها.

         أما إذا تصور جيلنا أن قيادته لمدى الحياة، فإن جيلنا يقع فى خطأين كبيرين:

         أولهما: أنه يحمل نفسه أكبر مما يستطيع الوفاء به أمانة وعزما.. والخطأ الثاني يعوق النمو ويعطله ويحجب عليه التجدد الصحى لقوى الشعب وقياداته (خطاب الرئيس فى 23 يوليو 1967 في هذه القاعة).

         كان يتمنى عبد الناصر أن يعيش إلى اليوم اللى يراكم فيه ممثلى الشعب بالارادة الحرة الكاملة.

         واليوم، وهذا هو كلام عبد الناصر سنة 1967، وهذه هى المعركة التى نخوضها، أعلن لكم كممثلى الشعب أنكم المسئولين عن ثورة 23 يوليو، الطلائع الثورية، لابد أن تذوب فى اللجنة المركزية فى تنظيمكم ليس لأحد بعد اليوم. وبعد اجتماعكم كممثلى الشعب، حق الادعاء بالوصاية أيا كانت هذه الوصاية..

         فالطلائع الثورية زى ما اتمنى عبد الناصر، بتذوب، انتهت، بتذوب.. كل شيء بيتم داخل هذا التنظيم القائم بإرادة الشعب الحرة. فى زيارتى للجبهة بعد 15 مايو طلب منى أبنائى أبناء القوات المسلحة إنى احتفظ لهم بكراسي فى اللجنة المركزية لانهم أعضاء فى تحالف قوى الشعب العاملة.

         القوات المسلحة جزء من قوى الشعب العاملة، فوعدتهم، قالوا احتفظ لنا بكراسي بس بعد إزالة آثار العدوان.. احنا عندنا معركتنا نخلصها وبعدين نيجى.. وعدتهم أن أعرض عليكم كمؤتمر الشعب الممثل لارادة الشعب.. وعدتهم أن أعرض رغبتهم عليكم، وأن أطالب إليكم أن تحفظوا لهم فى اللجنة المركزية بعدد من الكراسي حتى إذا ما أزيلت آثار العدوان وانتهت المعركة يعودوا ليجلسوا معكم.. وليس هنا بعد اليوم ادعاء لأى فئة بأى حق على الشعب، سيكون الصراع بالرأى، وطالما أنى عايش، حيكون بالحب، ومن غير حقد، وعليكم انتم تكملوا بعدى.. يكون الصراع دائما بالرأى، وبالحب، وبدون حقد.. نحل مشاكلنا كلها داخل تنظيمنا السياسى، نحن جميعا بالتحالف: فلاحين.. عمال.. قوات مسلحة.. مثقفين.. رأسمالية وطنية.. لنحل مشاكلنا، بنتناقش فى كل أمورنا، بناخد كل القرارات فى مصير بلدنا، بناقش كل شيء، بالحب. وبدون حقد لا شخصى ولا حقد طبقي.. لن أسمح به وأنا عايش، وعليكم أنتم تكملوا بعدى..

         أما الطلائع الثورية التى خرجت يوم 23 يوليو، فاننى استأذنكم يا ممثلى الشعب أن نكرمهم كما وضع جمال القاعدة لتكريمهم.. هذا هو كل ما أطلبه منكم، أما بعد فليس هناك حق إلهى لأى إنسان أو هيئة على هذا الشعب بعد اليوم وبعد انتخابكم بالإرادة الحرة الكاملة للشعب، أعود إلى مهام المرحلة المقبلة، بدأنا بالتنظيم السياسي، والواقع أنا عايز ألفت نظركم لشيء، لازم نفخر بيه كلنا فى أقل من شهر ونصف، بيعاد بناء التنظيم السياسي من القاعدة للقمة، بتعاد الانتخابات فى جميع النقابات العمالية واتحاد العمال اللى كانت مركونة بقى لها سنتين وأكثر، بتعاد الانتخابات فى جميع النقابات المهنية، بيوضع الدستور الدائم لجمهورية مصر العربية، بيوضع دستور الجمهوريات العربية المتحدة. كل ده خلص فى أقل من شهر ونصف، هو ده العنوان الجديد اللى أنا عايزه فى بناء الدولة الجديدة بالعلم والايمان اللى حكيت لكم عنه، فى شهر ونصف بننجز مهام بتاعه سنين، لأن معادش الوقت يسمح لنا نتخلف أبدا..

         كان لابد من اننا نبتدى بتنظيم سياسي بالقاعدة، وكان البعض بيقوللى: ليه ما نترك الموضوع ستة أشهر قلت لهم لابد تنظيم سياسي أساسى والشعب ممثلا فى ممثليه فى المؤتمر العام ولجنته المركزية لابد أن يقف إلى جانبى فى المرحلة اللى احنا فيها دى النهارده. احنا بنواجه معركة مصير، ومعركة من أشرس المعارك اللى واجهناها زمان أو حانواجهها مستقبلا. اللى احنا فيها النهارده، فلابد أن يتم هذا البناء، والحمد لله قد تم على أروع الصور: زى ما سمعت أنا.. الدكتور عزيز صدقى قال: أى عمل كبير بيتم جايز فيه بعض أخطاء، بس أنا عايز أقول لشعبنا كله إن مفيش شيء أبدى، وإن كل خطأ ممكن تصحيحه، فى كل وقت، مفيش شيء أبدى أبدا: ومفيش حكم أبدى على حد أبدا، ولكن فى مثل هذا العمل الضخم اللى بيتم فى شهر ونص، أنا بيهمنى أمامكم، إنى اوجه الشكر والعرفان لاخواننا اللى قاموا بهذا العمل وانجزوه على هذه الصورة، سواء كانت السكرتارية المؤقتة، أو سواء كانت لجنة الاشراف: أو أى هيئات أخرى استعانوا بيها.. حقيقة هو ده الجهد اللى جدير إن احنا كلنا نبذله النهارده

<4>