إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) كلمة الرئيس أنور السادات في اختتام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي، 26 يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص196 - 197"

وأسمعت العالم كله أن هذه السنة سنة 1971 سوف تكون سنة حاسمة في أزمة الشرق الأوسط، ومعنى ذلك أن الشهور القادمة سوف تكون شهور قرار، لست أقول إن طريقنا إلى النصر يجب أن يكتمل كاملا خلال هذه السنة، ذلك أن الطريق أطول وأصعب، ولكننى أقول إن هذه السنة يجب أن تشهد - وبعون الله سوف تشهد - تحركنا العملي نحو إزالة العدوان ..

لابد أن نتحرك

         وعلى أساس ما أعلناه من مبادئ ومواقف مهما اقتضانا ذلك من جهد وتضحيات، والا سمحنا لهذه الأزمة أن تتجمد وأن تختفى معالمها ومعالم حقنا تحت تراب النسيان، لابد أن نتحرك وسوف نتحرك بعون الله، سياسة وقتالا.. وأكرر أمامكم ماقلته في أول مايو: العين بالعين، والسن بالسن، والعمق بالعمق، والنابالم بالنابالم.. لابد أن نتحرك، وسوف نتحرك سياسة وقتالا..

لا تفريط ولا مساومة

         ولكن الأزمة يجب بأى سبيل أن تخرج من هذه الحالة حالة السكون التى يحاول الأعداء تجميدها.. إننى فى هذه الفترة سوف أتحمل مسئوليتى، والأمانة التى عهد بها الشعب إلي، وذلك في حدود استراتيجيتنا المعروفة التى تحددها مبادئنا الشريفة والمقدسة، وأساسها، ألا تفريط فى شبر من الأرض العربية، ولا مساومة على حقوق شعب فلسطين..

حرية الحركة الكاملة.

         وفى هذه الفترة سوف اتحمل المسئولية والأمانة، ولهذا فإنى أريد تفويضا من مؤتمركم لمواجهة الموقف، كيفما كانت احتمالاته، بما يحفظ كرامة الأرض العربية وسلامة الحق العربى، والتفويض الذى أريده ليس تفويضا بغير حدود، لأن الشعوب الحرة لا تقدم لأحد مهما بلغت درجة ثقتها فيه توقيعها على بياض وإنما تعطى الشعوب لمن تثق فيه حرية الحركة الكاملة داخل استراتجية وطنية تقررت سلفا..

كلمة واحدة.. وتصميم كامل

         لست أريد هذا التفويض لنفسي، وإنما أريده لكى يعرف العالم ويسمع العدو والصديق أننا مصممون، وأننا كلمة واحدة وتصميم كامل.. إن لجنتكم المركزية سوف تقوم معي مواجهة المسئولية والأمانة خطوة بخطوة. واثق أنها سوف تكون عونا وسنداً بإذن الله، واثق ثقة مطلقة أن الله سبحانه وتعالى سوف يكون معنا جميعا، سوف يمنحنا نوره على طريقنا. وسوف يعطينا الهامه فى كل قرار.. وسوف يثبت خطانا فى كل موقع قدم.. وسوف يملأ صدورنا بالعزم والتصميم لنعلى بالحق إرادته.. ولننصر بالشهادة والبطولة معا أطهر الأرض وأغلى المقدسات.. فأضيء عقولنا يا رب بالهدى، واملأ قلوبنا يارب بالأمل، واجعل يقيننا يا رب أفضل اليقين، وكن معنا يارب ونحن نتمسك بحقنا بكل ما فينا من عزم وجرأة وصلابة في وجه الأقوياء..

         أيها الإخوة والأخوات: وفقكم الله وأيد خطاكم.

        والسلام عليكم ورحمة الله..


<2>