إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب بمناسبة الاستفتاء على مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية، في 30 أغسطس 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص200 - 205"

باسم الله ..

أيها الإخوة المواطنون والمواطنات.

يا أبناء مصر ويا بناتها ونساءها وشبابها

يأهل الوادى الخصيب الجميل

         من فترة طويلة وأنا أريد أنى أتحدث لكم، فالمرحلة اللى احنا بنجتازها النهاردة والظروف اللى احنا بنمر بيها النهاردة ظروف زى أنا ما قلت قبل كده صعبة ومعقدة ولكن السلوى الوحيدة لى، فى لقائى بكم وفى حديثي إليكم.. منكم من الشعب بعد الله سبحانه وتعالى باستمد كل قوة واحنا بحمد الله أقوياء بطمنكم بحمد الله برغم كل الظروف الصعبة وبرغم كل الظروف المعقدة.

         الحمد لله احنا أقويا أقويا بايماننا بالله سبحانه وتعالى وأقوياء بإيماننا بنفسنا وبهدفنا.

         حديثى لكم اليوم جزأين: الجزء الأول عن اتحاد الجمهوريات العربية اللى احنا بعد يومين إن شاء الله هنتوجه كلنا لصناديق الاستفتاء علشان نقول صوتنا فيه. الجزء الثاني مترتب على هذا الجزء بمعنى أنه إن شاء الله إذا كانت إرادتكم في يوم الاستفتاء بنعم فستترتب علينا مسئوليات وأوضاع جديدة لازم نتكلم فيها ونتصارح فيها زى ما اتعودنا دايما ان احنا نتصارح فى كل شيء.

صيغة الاتحاد

         بالنسبة للجزء الأول وهو اتحاد الجمهوريات يمكن فى كلامى لكم فى 14 مايو أنا نشرت لكم المرحلة اللى سبقت اتفاق بنى غازي.

         اتفاق بنى غازى كان عبارة عن اتفاق حطينا فيه الاسس لقيام اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة وزى ما حكيت لكم أنه نتيجة الدرس اللى احنا خدناه من الوحدة بتاعة سنة 58 وفى حياة عبد الناصر الله يرحمه توصلنا إلى صيغة للوحدة العربية لابد أن نبدأ بها حينما نبدأ أى وحدة عربية. هذه الصيغة هى اتحاد الجمهوريات العربية. الصيغة دى معناها ايه ببساطة. الصيغة دى معناها إن احنا لما نيجى نكون أى وحدة جديدة لازم نبص للواقع اللى احنا عايشين فيه ولازم نحسب حساب كل العوامل اللى موجودة سواء كانت اقليمية أو الظروف المحيطة بالمنطقة أو الوضع العالمى المحيط بنا.

         زى ما قلت لكم توصلنا إلى هذه الصيغة فى حياة عبد الناصر وقلنا إن أى وحدة تبدأ باتحاد الجمهوريات العربية المتحدة بمعنى إن كل جمهورية من الجمهوريات بيكون لها شخصيتها المستقلة بكل أجهزتها وكل جمهورية من الجمهوريات بتكون وحدة قوية فى ذاتها والاتحاد، اتحاد الجمهوريات اللى هى دولة الاتحاد لازم تعمل على أن كل جمهورية من الجمهوريات تكون في ذاتها وحدة مستقلة.. من مجموع الوحدات القوية المستقلة دى بيتكون اتحاد أو دولة قوية لانه كل وحدة من الاتحاد دولة قوية يبقى الاتحاد ذاته أو دولة الاتحاد ذاتها حتكون بالتأكيد دولة قوية.

         فى بنى غازى- زى ما حكيت لكم- حطينا الأحكام الأساسية لقيام الاتحاد: قيام دولة الاتحاد، وحكيت لكم على اللى جرى بعد كده لما جيت أنا هنا مصر والتآمر اللى حصل واللى أمام القضاء الآن، ولا داعى أن احنا نتكلم فيه ما دام أمام القضاء لغاية القضاء ما يقول كلمته.

الاستفتاء على دستور الاتحاد

         فى دمشق فى الاجتماع الاخير وقعنا الدستور اللى بينبثق عن الاحكام الاساسية اللى احنا عملناها فى بنى غازى. الاحكام الأساسية هى الاساس، اللى عملناها فى بنى غازي. وكان مفروض أن الاحكام الاساسية زى اعلان بنى غازي بالضبط ما قال إن هى بس اللى حنحطها للاستفتاء للشعب. أما الدستور فحيكون الموافقة عليه بواسطة الأجهزة الدستورية فى كل دولة حسب أوضاعها، ولكن وجدنا أن فى مصر عندنا احنا هنا مثلا وإن شاء الله فى 11 سبتمبر اللى جاى هنعمل استفتاء على دستور مصر العربية، طيب قلنا لما احنا هنستفتى على دستور كل دولة من دول الاتحاد أظن يكون من الادعى إن احنا نستفتى على دستور الاتحاد نفسه ما دمنا هنستفتى على دساتير الدول علشان كده اتفقنا فى دمشق إنه الاستفتاء ما يكونش على الاحكام الاساسية لبنى غازى بس وانما يكون على الاحكام الاساسية وعلى دستور الاتحاد اللى احنا اتفقنا عليه في دمشق.

         دستور الاتحاد فى الواقع. نواب الرئيس اجتمعم سواء فى مصر أو فى سوريا أو فى ليبيا وحددوا وقت وكان معاهم معاونين من الوزراء وأنجزوا الدستور وأنجزوا عمل- حقيقة- رائع، حقيقة يستهلوا كل التقدير عليه. الدستور زى ما قلت منبثق من أحكام بنى غازى الاساسية اللى احنا وضعناها واتفقنا عليها فى بنى غازى.

شعبنا رفض الهزيمة

         عايز أرجع بيكم لفترة صعبة عشناها كلنا من 5 يونيو الى 9 يونيو سنة 67 يوم ما صادفنا فى حياتنا الم ومرارة وهزيمة ومهانة. صحيح دول كبرى غيرنا صادفتها. أمريكا صادفتها فى بيرل هاربر. وانجلترا صادفتها فى دنكرك. وروسيا وصلوا لغاية 15 كم من موسكو. لكن ابعاد الهزيمة فى 8 و 9 يونيو كانت أليمة ومريرة على كل واحد فينا. على كل انسان على أرضنا الطيبة دى ولازال إلى اليوم فى قلب كل واحد فينا وكل انسان يعيش على ظهر أرض مصر على ترابنا هنا وفي الارض العربية أيضا كل رجل وكل امراة وكل شاب وكل انسان لازال فيه جرح اليم مرير من هذه الهزيمة. أعداؤنا كانوا بيتصوروا إنه كل شيء انتهى حتى وصلت ببعضهم الآمال أنه قعد مستني على التليفون علشان نتصل بيه ونقول له احنا جايين نستسلم وشروطك ايه علشان احنا نسلم.

<1>