إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) حديث الرئيس أنور السادات إلى الشعب بمناسبة الاستفتاء على مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية، في 30 أغسطس 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص200 - 205"

معركة 25 ديسمبر

         وبدأ مخططهم زى ما حكيت لكم قبل كده، بدأ مخططهم في 25 ديسمبر سنة 1969، كان الريس- الله يرحمه- جمال فى الرباط وكنت أنا هنا نائب عنه وجم بـ 264 طيارة يوم 25 ديسمبر سنة 69. 264 طيارة مع أن أيام العدوان بتاع 5 يونيو 1967 ما استخدموش أكثر من 220 طيارة لكن فى يوم 25 ديسمبر ده سنة 69 علشان بقه يحسموا المعركة ويوقفوا تيار التحرر العربى ويردوا على ثورة ليبيا والسودان ويخلصوا المعركة فى مصر جم بـ 264 طيارة ومن الساعة 8 صباحا يوم 25  ديسمبر إلى الساعة 4.30 اللى هو آخر ضوء اللى هوه المغرب يعنى بيضربوا بـ 264 طيارة على الخط بتاعنا على القناة، مجراش حاجة اطلاقا، وحكيت لكم أنا على الموضوع ده قبل كده، وكان الريس فى الرباط فى اليوم ده بعد ما انتهى الضرب فى الساعة أربعة ونص مساء أنا اديت أوامرى أن بطاريات الصواريخ تغير مواقعها فى الحال برغم أن الـ 264 طيارة نزلوا آلاف الاطنان من القنابل على مواقع الصواريخ وعلى مواقعنا ومن ضمن آلاف الاطنان من القنابل دى كانت قنابل زمنية يعنى حاتتفجر لسه اللى بعد ساعة واللى بعد اثنين واللى بعد ثلاثة لغاية 12 ساعة ولغاية 24 ساعة برغم ده أديت أمر أن يغيروا مواقع الصواريخ بتاعتنا بسرعة، قبل ما يصبح فى يوم 26 ديسمبر سنة 1969 قبل ما ييجى الصبح قبل الفجر. وبرغم أن المعركة زي ما قلت لكم كانوا 8 ساعات أو أكثر من 8 صباحا لأربعة ونص بعد الظهر يضربوا فيهم قبل الفجر تانى يوم كانوا رجالتنا في القوات المسلحة مغيرين جميع مواقع بطاريات الصواريخ برغم القنابل الزمنية برغم الـ 8 ساعات غارات عليهم برغم كل شيء، وجم اليهود ثانى يوم، يوم 26 ديسمبر يستكشفوا ما لقوش الصواريخ فى مواقعها. هم عادتهم يرجعوا يستطلعوا علشان يرجعوا يهاجموا تانى ملقوش أى شيء فى مكانه علشان يهاجموه تاني اضطروا يغيروا خطتهم..

الأربعون يوما المجيدة

         دخلوا بعد كده فى اوائل سنة 1970 زي ما قلت لكم على خطة ضرب عمق مصر بهدف أن المعركة تنتهى، وبانتهاء المعركة في مصر وتصفيتها بيمكن تصفية الثورة فى السودان وتصفية الثورة فى ليبيا. كانت رحلة عبد الناصر الله يرحمه السرية فى يناير سنة 1970 لموسكو اتفقنا على سام 3 فى أربعين يوم زى ما حكيت لكم قبل كده أربعين يوم من بعد مارجع عبد الناصر من موسكو أربعين يوم لازم نسميها فى تاريخنا الأربعين يوم المجيدة لأن الاربعين يوم دول تم بناء جميع مواقع الصواريخ فى العمق لحماية عمق بلدنا، لحماية منشآتنا، لحماية شعبنا فى العمق جوه، عشان نفوت على إسرائيل خطتها. كان فى كل يوم بينصرف مليون جنيه فى الأربعين يوم انصرف أربعين مليون جنيه.

تراجع امريكا وإسرائيل

         فى 15 مارس سنة 1970 كانت البطاريات سام 3 الجديدة داخلة مواقعها وعمق مصر محمى، تراجعوا الاسرائيليين وتراجعت أمريكا اللى كانت بعتت لنا انذار يوم 2 فبراير سنة 1970 وبتقول لنا فيه أنه يتوقفوا اطلاق النار وتخضعوا للشروط يا إما احنا مش قادرين نحوش اليهود وحيضربوا عمق بلدكم كله، الانذار ده جالنا يوم 2  فبراير سنة 1970 من أمريكا فى 15 مارس أمكن زى ما حكيت لكم قبل كده بجهد شعبنا وقواتنا المسلحة وأبنائنا وشركات المقاولات اللى اشتغلت بمعدل مليون جنيه فى اليوم لمدة أربعين يوم تم انجاز مواقع الصواريخ وفى 15 مارس وقفت الغارات على العمق ابتدوا يركزوا تانى على خط القناة. أنا يمكن حكيت لكم الحاجات دى قبل كده، لكن بيسعدنى أني أرجع أحكيها تانى، لأن دى أمجاد من أمجاد وبطولات من بطولات وأمجاد شعبنا سواء كان قوات مسلحة أو شعب أو شركات مقاولات أو كل من ساهم في هذا المجهود. بيهمنى أنى دائما أحكيه تانى لان دى أمجاد لازم نسجلها. ها أمر بعد كده بسرعة على مبادرة روجرز وقبلناها ووقف اطلاق النار فى أغسطس سنة 1970 وفى 28 سبتمبر مات جمال، تركنا جمال لكن قبل ما يسيبنا جمال فى الثلاث سنين والشوية شهور اللى عاشهم بعد العدوان أفنى كل لحظة من عمره وكل دقيقة من حياته عشان إعادة البناء والصمود سواء عسكريا أو اقتصاديا أو سياسيا، أفنى كل ذرة من حياته علشان يحقق هذا الصمود ويحقق للبلد وقفتها التاريخية ويرد على جماهير 9 و 10، جمال مات وهو حاسس بالجميل لجماهير شعبنا الأصيلة اللى خرجت في 9 و 10 تقول له اقعد يا جمال وكمل المعركة. أفنى عمره عشان يرد بعض هذا الجميل.

ميثاق طرابلس

         بعد ثورة ليبيا والسودان زى ما تذكروا جمال فى عودته من الرباط عملوا ميثاق طرابلس اللى كان بيننا وبين ليبيا والسودان تمهيدا كخطوة أولى للوحدة العربية ولقيام وحدة بين الدول الثلاثة. ميثاق طرابلس الحقيقة كان خطوة متواضعة على الطريق. وكنا بنقول إن كل بلد منا لها ظروفها لما ييجى الظرف المناسب نبقى ناخد الخطوات الأكثر لازم نراعى ظرف كل واحد فينا. السودان ماكانش جاهز لاكثر من ميثاق طرابلس في ذلك الوقت عملوا ميثاق طرابلس.. هعدى المرحلة بعد كده وآجى لبعد وفاة الريس واجتماعنا فى الاربعين بتاع الريس وحاولنا ندفع بميثاق طرابلس خطوة لقدام لسه ماكانش الظروف مواتية لكل واحد فينا. استنينا شوية.

<3>