إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



بيان الرئيس أنور السادات إلى الشعب حول إعادة تنظيم الدولة وأزمة الشرق الأوسط، في 16 سبتمبر 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص 208 - 215"

بسم الله

أيها الإخوة المواطنون .. أيها الأخوات..

يا شعب مصر:

         أبدأ بالتهنئة.. تهنئة على كل ما أنجزناه فى الفترة الماضية.. التهنئة بقيام دولة الاتحاد.. وقد كنت كما طلبت إليكم، لقد كنت فخورا بنتيجة الاستفتاء.. والتهنئة الثانية الدستور الدائم الذى منحناه لأنفسنا.. صنعناه احنا بأيدينا، ولم يكن منحة من أحد، وإنما صنعناه من واقع المرحلة الماضية، ومن واقع الحاضر، ومن واقع آمالنا فى المستقبل إن شاء الله.

الديمقراطية الصحيحة

         فى الحقيقة أنا جيت أكلم لكم النهارده، وبعون الله حاجى أتكلم معاكم كل ما يكون فيه أمر، لأنى أنا باعتقد أنه من الديمقراطية الصحيحة ان احنا فى كل أمر مهم يعرض لنا نشترك فيه كلنا كشعب وتكون الحقيقة واضحة أمامنا كلنا كشعب.. مش معنى ده أبدا انى انا بتخطى المؤسسات الدستورية.. لا.. على العكس.. ده تعميق للمعنى الديمقراطى.. للمفهوم الديمقراطى.. ومؤسساتنا الدستورية قايمة بدورها، وقائمة بدورها، وخصوصا بعد التغيير الأخير، على وجه حقيقة اسعدنى ويسعد كل مواطن ومواطنة فيكم لو حضرتم مناقشات اللجنة المركزية الأخيرة للدستور وسمعتم الآراء:

  • من الفلاحين
  • ومن العمال
  • ومن المثقفين
  • ومن أساتذة الجامعة
  • ومن كل الفئات

         مناقشة متجردة من كل شيء الا مصلحة مصر.. وحرية الفرد.. وكرامة الفرد.. كل إنسان كان حريص فى المناقشة إنه يصل الى مستوى المسئولية القومية.

المسئولية

         بارجع أقول إن حديثى إليكم مش تخطى للمؤسسات الدستورية، وانما احنا بنجتاز فترة من أدق فترات حياتنا.. المسئولية ليست مسئولية فرد، ولا مسئولية مؤسسات، وإنما مسئولية الكل.. الشعب كله لازم يكون على بينة من الأمر.. ليه؟.. احنا داخلين على فترة لابد أن نحسم فيها. وأن نقرر هذا الحسم. وهذا التقرير لازم يكون بعلمنا جميعا، وكل المعلومات وكل المواقف لازم نكون محيطين بيه جميعا..

نقطة إنطلاق

         سبق انه اتكلمت معاكم، وفى خطابى فى أول مايو بالذات قلت انه اذا احنا ماجعلناش من الهزيمة اللى وقعت فى 67 نقطة انطلاق ننطلق منها لبناء دولة جديدة نبقى حتى لو انتصرنا المعركة اللى احنا بنواجهها اليوم نبقى مقصرين فى حق نفسنا وفى حق الاجيال اللى جاية، ماعدناش نملك ان نختلف ابدا، وقلت إنه سبقنا دول قبل كده. الاتحاد السوفييتى فى سنة 41 في حربه مع الألمان وصلوا الى 15 كيلو من موسكو. وأكثر من ثلث صناعة الاتحاد السوفييتى والانتاج الزراعى والانتاج الأساسي كل ده كان فقط فى ايد الألمان، ومكانش الاتحاد السوفييتى فى مستوى تصنيع كبير أبدا، وإنما كانت ثورته زى ما انتم عارفين قامت فى سنة 17 وابتدأ يبنى وينمى بلده، ولكن لسه كان فى مراحل البناء، خد الصدمة سنة 41 أعنف بكثير جدا من الصدمة اللى احنا خدناها سنة 67 أعنف وأشد فى كل اتجاه، ومع ذلك اتخذ الاتحاد السوفييتى من الهزيمة دى نقطة انطلاق عشان يبنى الدولة الجديدة.

القوى الكبرى

         اليوم الاتحاد السوفييتى أحد دولتين فى العالم اللى بيقولوا عليهم " القوى الكبرى" أحد دولتين فى العالم: تنمية. علم تكنولوجيا. كل شيء. عشان كده أنا بقول إذا ما اتخذناش من معركة 67 منطلق علشان نبنى دولة جديدة، لا حنقدر نخلص معركة النهاردة، ولا حنقدر نواجه مسئولياتنا بالنسبة للأجيال المقبلة اللى جاية.. احنا مسئولين عنها.. انتم منتظرينى النهاردة عشان احكى لكم عن التغيير، وعن إعادة تنظيم الدولة. وإنما مش هو ده الهدف أبدا.. يجب أن يكون الهدف دائما اللى ما ننساهش ان كل شيء بنعمله، ان كان تغيير، أو إعادة تنظيم الدولة، أو أى شيء، أو أى بناء بنبنيه، لازم ما ننساش ان الهدف يكون هو المعركة. الفترة الماضية زى ما انتم عارفين..

انجازات كبيرة

         وفى الشهور القليلة الماضية الحمد لله، تم انجاز كبير جدا. برغم انها كانت شهور الصيف، لكن تم انجاز كبير، أمكن اننا نعيد بناء الاتحاد الاشتراكى كله من القاعدة الى القمة.. اعادة انتخابات جميع النقابات مهنية وعمالية.. أنجزنا دستور دولة الاتحاد.. انجزنا الدستور الدائم اللى كان فى بيان 30 مارس.. مفروض ان احنا ننجزه بعد العدوان. لأ أنجزناه فعلا.. كل ده في الشهور القليلة الماضية.

<1>