إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) مقتطفات من كلمة الرئيس أنور السادات، في لقائه بأساتذة الجامعات

بمشاركة حقيقية. ليست كلاما وشعارات. كل منا في موقعه أولا، ثم كل منا في الموقع القومي الكبير من أجل الوطن ثانياً.

       واليوم ونحن نبدأ مرحلة جديدة أقول لكم لقد تعدينا مراحل الصمود الأربع، وأصبح الصمود السياسي والاقتصادي والعسكري والفكري بدهية تجاوزناها، ونحن الآن بصدد بناء دولة حديثة. فمعركة اليوم التي نعيش الجزء الساخن منها قد تستمر أجيالاً من بعدنا.

       إن علينا أن نعد أنفسنا للمعركة الساخنة التي نواجهها، ولقد وصلنا هذه الأيام من أواخر عام 71 إلى نقطة حاسمة يتقرر فيها مصير هذه المعركة الساخنة، إن سلماً أو قتالاً.

       وقد أعلنت ذلك للشعب وللعالم كله، وقلت إننى لا أقول هذا من انفعال، وإنما بعد دراسة دقيقة ومفصلة لقضيتنا وهي الأساس. فإذا تركنا هذه السنة تمر، جاءت سنة 72 وفيها الانتخابات الأمريكية حيث تبدأ المزايدات بين الحزبين الأمريكيين من أجل من يعطي أكثر لإسرائيل. وفي نفس الوقت هناك امتحان صعب لنا، هل نحن على مستوى المسئولية وعلى استعداد لكي نتقدم لنحرر أراضينا، فنحن أمام اختبار لرجولتنا وشرفنا. وقد قالتها إسرائيل واضحة إنها لن ترحل عن الأرض، وأن من يريد التحرير فليتقدم.

       إنه إذا جاءت سنة 72 فستتحول قضيتنا إلى قضية مثل قضية روديسيا أو ناميبيا، ويصبح الاحتلال أمراً واقعاً. ولكني أقول بملء فمي إن سنة 71 سنة حاسمة إن سلماً أو قتالاً.

       إن علينا إذن أن نتحرك في الداخل، في البناء وفى السياسة وفي الاستراتيجية وفي العلم، فإن هذه الهجمة الصهيونية ستستمر أجيالا، ولكن علينا أن نبذل كل ما نستطيع لما سيأتي بعد ولمعركة اليوم لأنها تستهدف أرضنا وبلادنا ووطننا العربي.

       من هنا جاء ما أقوله لكم، فلابد أن نعد أنفسنا لأجيال مقبلة، ولابد أن نبني دولة حديثة كما بنى الاتحاد السوفيتي بلده بعد عام 41 حتى أصبح لا يستطييع أحد أن ينال منه، ولابد أن نعطي هذا البناء أهمية توازي تماماً الأهمية التي نعطيها للمعركة التي نعيشها اليوم.

       إن هذا العام يمثل عهداً جديداً بمسئوليات جديدة فنحن لا نريد أن نكون أسرى لانفعالات الساعة بل نريد التصرف ونعيش العصر الذي نحياه ونعرف معركة اليوم ومعركة الغد، وما هي التوقعات بعد ذلك.

       نريد أن نحول حياتنا من ارتجال وانفعال وعاطفة إلى علم وحقيقة، وأسلوب العصر الذي نعيش فيه. من أجل ذلك تبدأون هذا العام بناء دولة العلم والإيمان وبين أيديكم شباب هذا البلد الذي سيواجه مسئوليات المرحلة المقبلة.

<3>